السبت 17 اغسطس 2024

بريطاني يحصل على تعويض من عصابة عائلية استعبدته 20 عامًا

جانب من المسكن

الهلال لايت 7-8-2024 | 12:45

إيمان علي

على طريقة الأفلام الأمريكية، تعرّض رجل للاستعباد من قبل "عصابة عائلة روني"، ما ضمن له الحق في تعويض قدره 352 ألف جنيه إسترليني، بعد سنوات من القضية، واقتراب إطلاق سراح آسريه الذين أثارت قضيتهم صدمة في بريطانيا منذ سنوات.

وذكرت صحيفة ديلي ميل، أن الرجل الضحية تعرض للاستعباد لمدة 20 عامًا على يد "عائلة روني"، التي أجبرته على العيش في حافلة قذرة، واعتدت عليه بالضرب والترويع، وتناول بقايا الطعام، فيما تجويعه في أحيان أخرى، وغيرها الكثير من تفاصيل استعباد مروع طال آخرين كذلك.

وتعود القصة لإدانة في عام 2017، في بريطانيا، حين حكمت محكمة Nottingham Crown بالسجن على أحد عشر شخصا من عائلة واحدة بعد إدانتهم بجرائم متعلقة باستغلال الفئات الضعيفة في المجتمع.

وتراوحت الأحكام على أفراد عصابة عائلة روني، وجميعهم من الرجال فيما عدا امرأة، ما بين الخمسة عشر عامًا والعام الواحد.

 

وقالت المحكمة حينذاك، إن كل من جرى استهدافهم من قبل عصابة عائلة روني، هم من المشردين وذوي الإعاقات، الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثمانية عشر عامًا وثلاثة وستين عامًا، وأحد هؤلاء، (وهو الذي سينال التعويض أخيرًا) في شهادته للمحكمة قال إن العائلة جعلته يحفر قبره بيده ليدفن فيه إذا لم يوافق على استعباده مدى الحياة.

وكانت الوكالة البريطانية للجريمة NCA أصدرت تقريرًا وقتذاك أكدت فيه أن أعداد ضحايا الرق المعاصر أكبر بكثير مما كان متوقعًا، مؤكدة أن هناك عشرات آلاف من ضحايا الرق المعاصر وأن النسب في ازدياد كبير.

وجمع آل روني ثروة قدرها 4 ملايين جنيه إسترليني من أعمالهم التجارية مستغلين الضحايا في كثير منها، وأُمروا في جلسة استماع في عائدات الجريمة في عام 2019 بدفع مليون جنيه إسترليني فقط منها، معظمها لضحاياهم، لكن الضحية الذي كان في الخمسينيات من عمره، انتظر طويلًا للحصول على تعويض حتى تم إطلاق سراح خاطفيه الآن من السجن.

وقد عرضت المحكمة على الضحية 12428 جنيهًا إسترلينيًا فقط بموجب قانون عائدات الجريمة، مما دفع أسرته إلى مقاضاة هيئة تعويضات الإصابات الجنائية (CICA)، وهي وكالة تابعة لوزارة العدل.

وبعد سبع سنوات، حصل الرجل على 352000 جنيه إسترليني كتعويض حكومي ممول من دافعي الضرائب، والذي قالت أخته إنه سيدفع مقابل رعايته على مدار الساعة.

ذلك وتوفي خمسة عشر رجلًا آخرين كانوا محتجزين كعبيد إلى جانب الضحية الذي نال التعويض، قبل أن يتمكنوا من المطالبة بنفس مستوى التعويض، وانتهى الأمر بأحد العمال بالموت دون علم عائلته، التي اكتشفت لاحقًا أنها فاتتها جنازته.

وفي المجموع، أُجبر 18 رجلًا على أن يكونوا عبيدًا ويعيشوا في ظروف معيشية مروعة، وكان لديهم القليل من الوصول إلى الأساسيات مثل التدفئة والمياه والمراحيض أو لم يكن لديهم أي وصول إليها، في ظل ما فعلته عائلته روني.

وقالت شقيقة الضحية إن عدم وجود تعويض أولي يعني أن شقيقها الضعيف لا يستطيع دفع تكاليف إعادة التأهيل للإصابات التي ألحقها به خاطفوه.

و استمتع أعضاء العصابة الـ 11، الذين أدينوا بتهم الاحتيال والعبودية، بعطلات فاخرة في باربادوس ومصر والمكسيك وأستراليا، وإجراء عمليات تجميل، وسيارات بي إم دبليو عالية الأداء، وأيام سبا، بل ودفعوا حتى أموالًا طائلة في مدرسة مانشستر يونايتد لكرة القدم ، والتي حصلوا عليها من استغلا عمالهم.

كما استهدف بعض أعضاء العصابة أربعة من كبار السن من أصحاب المنازل، وحملوهم على التوقيع على التنازل عن الممتلكات باسمهم وبيع ثلاثة منهم لتحقيق الربح، وبيع أحدهم مقابل 250 ألف جنيه إسترليني.

وتم تحرير العبيد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 63 عامًا بعد مداهمات نفذتها شرطة لينكولنشاير ووكالة مكافحة الجريمة الوطنية في عام 2014.

وكان أفراد عائلة روني يبحثون عن الضحايا في الشوارع والمساكن والملاجئ، وعرضوا العمل مقابل الطعام والسكن، واستدرجوا وتلاعبوا بالضحايا، ووُصف مارتن روني الأب وبريدجيت روني بأنهما "البطريرك والأم" للمشروع الإجرامي.