الأربعاء 21 اغسطس 2024

محفوظ عبد الرحمن.. سارد التاريخ في قالب درامي

محفوظ عبد الرحمن

ثقافة19-8-2024 | 14:39

أبانوب أنور

أحد صناع التاريخ في الدراما العربية، وأعماله تعتبر مرجعًا هامًا لدراسة الدراما التاريخية، هو مصدر إلهام للجيل الجديد من الكتاب والسيناريست، الذين يسعون إلى تقديم أعمال درامية ذات قيمة فنية وثقافية. هو اسم لامع في سماء الدراما العربية، خاصة في مصر. اشتهر بقدرته الفائقة على تحويل الأحداث التاريخية والشخصيات البارزة إلى أعمال درامية شيقة ومؤثرة، مما جعله أحد أهم كتاب السيناريو في العالم العربي.

محفوظ عبد الرحمن، ذلك الاسم الذي ارتبط في أذهاننا بالأعمال التاريخية الضخمة التي حفرت في ذاكرتنا، هو أكثر من مجرد كاتب سيناريو، إنه مؤرخ درامي، فنانٌ يترجم لنا أحداث الماضي بلغة الحاضر، ويشبك الخيال بالتاريخ ليقدّم لنا لوحاتٍ درامية خلابة.

بأسلوبه السلس وخياله الواسع، استطاع محفوظ أن يحول الأحداث التاريخية المعقدة إلى قصص مشوقة، تلامس قلوبنا وعقولنا. شخصياته التاريخية، رغم مرور الزمن عليها، تبدو أمامنا حية تتنفس، تعيش آلامها وأحلامها.

ولد محفوظ عبد الرحمن في 11 يونيو 1941، تخرج من جامعة القاهرة عام 1960، عمل في عدة مؤسسات صحفية، ثم بعد تخرجه عمل في دار الهلال واستقال عام 1963 ليعمل في وزارة الثقافة.

منذ عام 1963 في وزارة الثقافة، في البداية في دار الوثائق التاريخية ثم شارك كسكرتير تحرير في إصدار ثلاث مجلات متوالية: مجلة السينما، مجلة المسرح والسينما، مجلة الفنون.

قدم محفوظ مجموعته القصصية الأولى «البحث عن المجهول» في عام 1967، وجاءت الثانية «أربعة فصول شتاء» في عام 1984، ونشرت روايته الأولى «اليوم الثامن» في عام 1972 بمجلة الإذاعة والتليفزيون، كما نشرت «نداء المعصومة» عام 2000 بجريدة الجمهورية.

كتب سهرة للتليفزيون «ليس غدا» عام 1966، وقدم أول مسلسل تليفزيوني «العودة ألى المنفى» عن قصة أبو المعاطي أبو النجا 1971، ليعمل من 1974 وحتى  1978 في تليفزيون الكويت قدم فيها العديد من الأعمال القيمة.

اشتهر محفوظ بكتابة العديد من المسلسلات التاريخية الناجحة، مثل "بوابة الحلواني"، "أم كلثوم"، "سليمان الحلبي"، "ليلة سقوط غرناطة"، كما كتب للسينما أفلامًا مهمة مثل "ناصر 56"، "حليم"، "القادسية"، وتوفي محفوظ عبد الرحمن في 19 أغسطس 2017.

محفوظ عبد الرحمن ليس مجرد مؤرخ، بل هو فنانٌ يمتلك القدرة على أن يأخذنا في رحلة عبر الزمن، لنتعرف على أنفسنا من خلال قصص الآخرين. أعماله ليست مجرد ترفيه، بل هي وسيلة لنفهم حاضرنا من خلال دراسة ماضينا.