الخميس 5 سبتمبر 2024

«يوسف كمال في رواية أخرى» لمنى الشيمي في مناقشات صالون مجلة مصر المحروسة

الروائية منى الشيمي

ثقافة26-8-2024 | 19:13

دعاء برعي

شهد قصر ثقافة الجيزة، لقاءً لمناقشة رواية يوسف كمال في رواية أخرى، ضمن فعاليات الصالون الثقافي الشهري لمجلة مصر المحروسة الإلكترونية، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

 

واستضاف الصالون الكاتب منى الشيمي، وقدمه وأداره الصحفي والناقد محمد نبيل، بحضور د. هويدا صالح رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة، ونخبة من الشباب والمثقفين.

 

واستهل نبيل اللقاء مرحبا بالحضور، وموجهًا الشكر لمجلة مصر المحروسة وتتبع مسيرة الشيمي الروائية قائلا "إنها في مفترق طرق في مفهومها للكتابة والأدب"، مقارنا بين روايتها "بحجم حبة عنب" التي تقف على تخوم السيرة الذاتية، ورواية "يوسف كمال في رواية أخرى" التي تتناول سيرة غيرية، لأحد أهم أمراء أسرة محمد علي، الذين أثروا الحياة الثقافية.

 

وأشار نبيل إلى أن الكاتبة تواجه عالمها في خطين من السرد، الأول يسرد واقعها والآخر يغوص في ماضيها، ولكنها في رواية "يوسف كمال" تحولت من كاتبة إلى باحثة تاريخ، متبعة ما يشبه أسلوب الاستقصاء الصحفي من خلال البحث عن حقيقة تاريخية وسرد تفاصيل الرحلة بذكر المصادر والأسماء والأماكن الواقعية.

 

وعن الرواية، الصادرة عن دار الشروق، قال: تتمتع بزخم معلوماتي فهناك أكثر من 150 اسما شخصية واقعية، وأسماء وظائف اختفت حاليا أو تغير اسمها، بالإضافة إلى أسماء الأحياء القديمة في وسط البلد، كما تطرقت الكاتبة خلالها لسرد تفاصيل الفتح الإسلامي لمصر، والصراع بين أهل النوبة والفاتحين، والخلاف بين فرعي الأسرة العلوية (الأمير أحمد رفعت وإسماعيل)، موضحا أن سرد الأحداث اتخذ خطين أحدهما بصوت منى الشيمي التي تبحث عن الحقيقة، والآخر بصوت يوسف كمال في الأيام العشرة الأخيرة من حياته.

 

وبسؤالها عن الاختلاف بين الروايتين "بحجم حبة عنب"، و"يوسف كمال"، أوضحت "الشيمي" أنها تعي هذا الاختلاف وقصدته عن عمد، مشيرة أن الرواية الأولى تعد سيرة شخصية في شكل رواية، أما يوسف كمال فهي كتابة استقصائية تنتمي أكثر إلى التاريخ.

وتابعت قائلة: لا يمكنني أن أطلق عليها رواية، فالكاتبة والناقدة سلوى بكر أطلقت عليها بحثًا في شكل روائي، لذا أرى أنها عملا كتابيا استعصى على التصنيف وأنا غير معنية بالتصنيف.

 

وتساءل نبيل عن القصدية التاريخية، مشيرا إلى أن الكثير من الأعمال الأدبية التي تناولت التاريخ أو السيرة التاريخية جنحت نحو التجارية، وذكرت "الشيمي" أن الرواية لم تكتب بأسلوب يجعلها تجارية، بل جاءت بعيدة عن الأسلوب الذي يفضله القارئ العادي.

 

وأضافت قائلة: "الشخصية الروائية قد تلاحق الكاتب، ويوسف كمال كان هاجسا شخصيا بالنسبة إليّ.. في مكان نشأتي في نجع حمادي.. قصر الثقافة، السوق، حتى الأرض، ومدرسة "البرنس" مدرسة أبي التي عملت بها كمعلمة وفيها ذكريات طفولتي ومراهقتي، بالإضافة إلى الأساطير والحكايات التي نُسجت عنه وظلت باقية في الذاكرة الشعبية".

 

وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء كتابة الرواية أشارت أنها استعصت عليها في البداية، وكانت هناك صعوبات في الوصول إلى معلومات وحقائق عن يوسف كمال، وهذا يخبرنا كم أن التاريخ يكاد يكون محجوبا وراء ألف حائط!

وهذا لم يحدث في الرواية السابقة "وطن الجيب الخلفي" التي جرت أحداثها في القرن الخامس قبل الميلاد، ورغم ذلك تكاد تكون توصلت إلى الحقيقة بمعناها الدارج.

 

وفي محاولة للوقوف على بنية السرد التاريخي التي اتبعتها رواية يوسف كمال.. تساءل "نبيل" هل الهوس بالتاريخ قد يطغى على المعنى المراد إيصاله..خاصة أن الكاتبة كانت محاطة بالشخصية طوال الوقت؟

وقالت "الشيمي": "إن ما نعتبره تاريخا ما هو إلا واقع وحياة يوسف كمال، وأحببت من خلال هذه الرواية أن أرسم هيكلا كاملا لهذه الشخصية، كنت أرغب بالفعل في إنصافه بعد ما صوّرته السينما كأمير مجنون".

وتابعت: "إن كل رواية أو كتاب بالنسبة لي هو حياة أعيشها كاملة، أنا أخلق حيواتي التي تؤنسني في العزلة التي اخترتها، وكان يجب أن أتطرق لكل تفاصيل الشخصية".

 

وأضافت الكاتبة أن تلك التجربة ساعدتها في اكتشاف الكثير من الأشياء خلال فترة البحث والكتابة، فالأسرة العلوية لم تكن تعنيها مصر والأمر لم يخرج عن كونه صراعا على الحكم.

 

مؤكدة أن الرواية هي بمثابة التاريخ الشخصي واليومي ليوسف كمال، ومن خلال هذا التاريخ هناك رسائل وأسئلة تُطرح.. هل هذه العائلة كانت أمينة على حكم مصر وهل تمثل حقا تاريخ مصر الحديثة؟

 

الكاتبة منى الشيمي، من مواليد محافظة قنا،  درست بكلية الآثار جامعة القاهرة، ولها مقالات متنوعة في الصحف المصرية والعربية، وحصلت على العديد من الجوائز العربية، أهمها جائزة كتارا للرواية العربية عن عملها "وطن الجيب الخلفي"، وجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عن رواية "لون هارب من قوس قزح"، ومن أبرز أعمالها الأدبية : الأراولا، الكفة الراجحة، المانجو المسحورة، والأشجار تعود للرقص،  بالإضافة إلى عدد من المجموعات القصصية.

 

ومجلة مصر المحروسة إلكترونية أسبوعية، تعني بالآداب والفنون، تصدر برئاسة تحرير الناقدة د. هويدا صالح، وهي تابعة للإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي، واستضافت المجلة في صالونها السابق الكاتب د. زين عبد الهادي متحدثا عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الأدب.