تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.
عُرف المصريون القدماء، بإبداعهم وبراعتهم، في صناعة التماثيل، ونحتها، ودقتهم في إبراز المغزي من صناعة تلك التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، ولكن ظهرت دقتهم أيضًا في صناعة الحلى والاكسسوارات.
يعود "هُرَيم أمنمحات الثالث" إلى عصر الدولة الوسطى وتحديدا الأسرة الثانية عشر"حوالى 1860، 1814 ق.م"، وهو عبارة عن هرم صغير عُثر عليه بالمجموعة الجنائزية للملك أمنمحات الثالث فى دهشور التابعة لمحافظة الجيزة في عام 1900م، ويعرض الهرم الصغير بقاعة العرض المركزية بالمتحف المصري.
نُحت الهرم من حجر صلب هو الجرانيت الرمادي الداكن "Dark Grey Granite"، وعليه كتابات باللغة المصرية القديمة توضح اسم الملك امنمحات الثالث وألقابه، نحت ذلك الهرم ليوضع فوق قمة هرم الملك أمنمحات الثالث.
"بن_ بن" كان هذا مسمى الهرم في اللغة المصرية القديمة، لإشارة إلى القمة الهرمية للمسلة والتل الازلي في عين شمس "ايونو قديما"، مما يرتبط معه بنشأة الكون فوق تل له شكل الهرم طبقا للعقيدة المصرية القديمة، صمم الملوك في الدولتين القديمة والوسطى أهرامهم بهذا الشكل ليضمنوا بعثهم في العالم الاخر بنفس الطريقة التي تمت بها نشأة الكون.
تولى "أمنمحات الثالث" حكم مصر بعد وفاة والده "سنوسرت الثالث"، أطلق عليه أكثر من لقب ومنها: نيماعت رع "أي صاحب عدل إله الشمس"، كما تعتبر فترة حكمه بمثابة العصر الذهبي للدولة الوسطى.
دام حكم "أمنمحات الثالث" نحو ثمانية وأربعين عامًا، تميز عصره بالهدوء والسكينة والمشاريع العظيمة، عكس عصر والده "سنوسرت الثالث" الذي تميز بعصر حروب وغزوات وتوسيع في رقعة البلاد.
قام "أمنمحات الثالث" بالعديد من الإنجازات بنى أول هرم في دهشور، "يُسمى الهرم الأسود" ولكن حدث أثناء إنشاءه مشاكل انشائية تسببت في ترك المشروع قبل اكتماله، وقرر بناء هرم جديد في الهوارة في حوالي السنة الخامسة عشر من حكمه، وتم استخدام هرم دهشور في دفن العديد من سيدات العائلة الملكية.