الأحد 1 سبتمبر 2024

يومًا تلو الآخر.. هاريس تناقض نفسها بسبب إسرائيل

هاريس تصافح نتنياهو

تحقيقات1-9-2024 | 15:19

محمد غانم

تواصل مرشحة الحزب الديمقراطي لإنتخابات الرئاسة الأمريكية  كاملا هاريس مناقضة نفسها، فبعد أيام من تأكيدها على دعم إسرائيل، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن فيل جوردون مستشار الأمن القومي لـ هاريس قد يضطلع في مراجعة سياسة بلاده تجاه إسرائيل في حال تحقيقها الفوز في الانتخابات المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل.

وقالت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، إن هاريس قد تجري مراجعة شاملة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أنها قد تعين معاونها جوردون مستشارًا للأمن القومي إذا فازت بالسباق نحو البيت الأبيض أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

وذكر المصدر نفسه عن مسؤولين أميركيين أن هاريس تحدثت بقوة ووضوح أكثرعن الحاجة إلى دولة فلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

دعاية سياسية

يأتي ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" بعد أيام من تأكيد هاريس دعمها ما وصفته بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأجابت بـ"لا" عن سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية لتل أبيب في حال فوزها بالإنتخابات الرئاسية الأميركية، ولم تتطرق إلى أي تغيير في سياسة الرئيس جو بايدن بشأن تسليح إسرائيل، وهو نفس ما أكدت عليه أمام عشرات الآلاف خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عقد في شيكاغو أغسطس الماضي.

لذا يرى مراقبوان أن ما ذكرته "واشنطن بوست" ليس إلا دعاية سياسية تجتذب بها هاريس الناخبين، خصوصًا مع توسع دائرة السخط في المجتمع الأمريكي على إسرائيل بسبب حربها على غزة، أما موقفها الحقيقي فهو داعم لإسرائيل.

وكان من المفترض بالنسبة للكثير من أعضاء الحزب الديمقراطي أن تكون هاريس طوق النجاة، الذي سينقذهم من المستنقع الذي أدخلهم فيه بايدن، جراء الدعم اللامحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، لكن بعد تصريحاتها الأخيرة بات من الواضح أنها لن تحمل تغييرًا كثيرًا في المشهد الراهن.

جدل متكرر

وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها مرشحة الحزب الديمقراطي الجدل عما إذا كانت ستحمل تغييرًا عن طريقة تعامل واشنطن مع تل أبيب، فعقب انسحاب الرئيس الأمركي جو بايدن من سباق الإنتخابات وصعودها كبديلًا له أثارت جدلًأ مشابهًا.

إذ عبرت لـ نتنياهو في لقاء جمعها به أواخر يوليو الماضي عن قلقها الشديد من مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء والوضع الإنساني المزري في غزة، لكنها أكدت في الوقت نفسه التزامها الراسخ بدعم إسرائيل وأمنها، وحقها في الدفاع عن نفسها، واصفة حركة حماس، بأنها حركة "إرهابية".

واعتبرت حركة حماس من جهتها خطاب هاريس في ذلك الوقت عبارة مجموعة من الأكاذيب الملفقة، وقالت: "تبدأ كامالا هاريس حملتها الانتخابية بالأكاذيب الملفقة، المستهترة بحقوق الإنسان التي تدعي حمايتها، وبحق مقاومة المحتل المكفول بالقانون الدولي، وبرؤية منحرفة لصالح الكيان الصهيوني، وضد شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة".

ورأت ادعاء الحرص على الوضع الإنساني والحزن على المعاناة التي أصابت أهلنا في غزة، كذبة أمريكية متجددة، على أساس أنهم لو أرادوا وقف الحرب لأوقفوها، وحجبوا دعمهم العسكري والأمني والسياسي والاستخباري عن الجيش الإسرائيلي.

وعلى عكس هاريس فإن الرئيس الأسبق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترمب لايخفي دعمه لإسرائيل، بل يقول إنها في حاجة إلى مساعدته الآن أكثر من أي وقت مضى، لكي يقدم لها نفس الدعم الذي قدمه أثناء وجوده في البيت الأبيض.