السبت 7 سبتمبر 2024

"ما إلك إلا الصندوق" و"قرع الأبواب".. حملات تحفيزية مكثفة تدعو الأردنيين إلى المشاركة في الانتخابات النيابية

الانتخابات النيابية الأردنية

عرب وعالم2-9-2024 | 14:18

دار الهلال

 منذ أن أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أبريل الماضي، انقضاء دورة مجلس النواب الـ 19 وإجراء انتخابات المجلس الـ 20، بدأت الهيئة المستقلة للانتخابات في التحرك نحو تجهيزات العملية الانتخابية تحت شعار "نيابية 2024" ومن ثم أعلنت إجراء الانتخابات في 10 سبتمبر الجاري.

بعد قرار الملك عبدالله الثاني في أبريل الماضي بساعات قليلة، أعلن رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن موسى المعايطة، في مؤتمر صحفي ، إجراء الانتخابات النيابية في 10 سبتمبر 2024، وبعدها بأيام قليلة تم اعتماد جدول العملية الانتخابية والذي بدأ في 26 مايو الماضي بعملية بدء الإجراءات القانونية لانتخابات مجلس النواب، وذلك بطلب سجلات الناخبين من دائرة الأحوال المدنية والجوازات، وعرضها من قبل الهيئة كجداول أولية للناخبين في 2 يونيو الماضي موزعة على خارطة مراكز الاقتراع المحددة بواقع 1600 مركز في أنحاء المملكة.

"ما إلك الا الصندوق" وبحسب الجدول الزمني الذي أعلن حينها، والمستند للمدد القانونية الذي أقرته الهيئة المستقلة للانتخاب فإن جميع مراحل الاعتراض والطعون بجداول الناخبين الأولية، انتهت في 24 يوليو الماضي، وتم نشرها كجداول نهائية عقب اعتمادها من قبل مجلس مفوضي الهيئة، فيما تم عقب ذلك إجراءات العملية الانتخابية من تقدم المرشحين وغيرها.

وما أن بدأت أجواء العملية الانتخابية في الشارع السياسي الأردني، أطلقت الهيئة المستقلة للانتخابات عدة شعارات وحملات توعوية من أجل تحفيز المواطنين الأردنيين على المشاركة في الانتخابات سواء عبر الترشح أو التصويت، فيما كانت شوارع المحافظات الأردنية شاهد عيان على الإعلانات التي نشرتها الهيئة المستقلة للانتخابات للمواطنين.

"ما إلك الا الصندوق"، شعار وضعته الهيئة المستقلة للانتخابات على العديد من البنرات الإعلانية في شوارع العاصمة الأردنية عمان وضواحيها وكذلك شوارع المحافظات 12 الأردنية في إطار إرسال رسائل إلى المواطن بضرورة التحرك نحو المشاركة في الانتخابات النيابية، مع تأكيد أن الصندوق هو آلية التغيير والانتخاب في الداخل الأردني خلال المرحلة المقبلة.

شعار ربما انتشر بشكل كبير خلال المرحلة الراهنة للعملية الانتخابية، فيما عزز بصور للشباب والشيوخ والنساء من أجل أن يعلم الجميع أن المشاركة في الانتخابات سواء كمرشح ، وهو حق أصيل للمواطن الأردني مع وضع في الاعتبار شروط الترشح، أو المشاركة عبر التوجه نحو صندوق الاقتراع يوم التصويت والإدلاء بصوته من أجل أن يصنع مستقبله النيابي.

شوارع العاصمة عمان، امتلأت بالبوسترات واللوحات التي تروج للمشاركة في العملية الانتخابية بألوان متعددة وممتعة في الوقت نفسه وجاذبة للانتباه من أجل أن تؤثر في المارة من المواطنين، فيما حرصت الهيئة المستقلة للانتخابات أن لا تذكر في هذه الدعاية أي شعار حزبي أو جماعي أو غير ذلك ولكنها كانت تستهدف تحرك المواطن نحو المشاركة في الانتخابات النيابية 2024.

انتخابات مختلفة الإعلامية والكاتبة الأردنية سائدة أحمد محمد، قالت إن الانتخابات النيابية 2024 ستكون مختلفة عن الانتخابات الماضية، مشيرة إلى أن استعدادات الهيئة المستقلة للانتخابات هذه الدورة مختلفة تمام وبها إضافات جديدة تؤشر إلى جدية العملية الانتخابية.

وأضافت سائدة، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أنه مع إعلان الملك عبدالله الثاني انقضاء دورة مجلس النواب الـ 19 بدأت ملامح الانتخابات تظهر في الشارع الأردني وكانت البداية من الهيئة المستقلة للانتخابات، مشيرة إلى أن إعلانات الهيئة كانت لها دور كبير جدا في جذب انتباه المواطن بأن الانتخابات النيابية على الأبواب نظرا لعدم انشغال المواطن كثيرا بالانتخابات في ظل الظروف الراهنة الإقليمية والدولية.

وأوضحت أن رؤية التحديث التي أطلقها الملك عبدالله الثاني وخصوصا التحديث السياسي جعلت الشارع يترقب العملية الانتخابية، لافتا إلى أن إجراء الانتخابات النيابية هذه الدورة في ظل القانون الجديد جعل المواطن يشعر بأن هناك إصرارا ملكيا على إجراء الانتخابات وسط مشاركة شعبية.

ولفتت سائدة إلى أن الهيئة المستقلة للانتخابات وضعت العديد من الشعارات والحملات التوعوية من أجل تحفيز المواطنين على المشاركة وهذا أمر جيد، موضحة أن وجود الشباب والمرأة كشروط للقائمة والترشح جعل الشارع الأردني يشعر بالتغيير في ظل التوجيهات الملكية بضرورة مشاركة الشباب والمرأة بكثافة.

ودعت سائدة المواطن بأن يتعاطى مع الرؤية الملكية وأن يتفاعل مع شعارات الهيئة للمشاركة في الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن شعار "ما إلك الا الصندوق" رسالة قوية من أن التغيير في يد المواطن الأردني وليس في يد أحد غيره وبالتالي علينا جميعا أن نختار من نجد فيه القدرة على التمثيل تحت سقف البرلمان.

وشددت على ضرورة أن تجعل الأسرة الأردنية من يوم الاقتراع عيدا من خلال التجمع والتوجه نحو مركز الاقتراع والتصويت بحسب رغبة كل شخص من العائلة وليس بمفهوم العشيرة حتى نستطيع أن نحقق رؤية الملك في بناء مجتمع تنموي قائم على الكفاءات وليس على مفهوم العشيرة وفقط، مؤكدة أن القيادة الأردنية حريصة على التغيير وأن يكون المواطن سيد قراره.

"قرع الأبواب" ومع قرب العملية الانتخابية، أطلقت الهيئة المستقلة للانتخابات الأردنية في ضوء استعداداتها وتزامنا مع عرض الجداول الأولية للناخبين حينها، حملة توعوية تحت عنوان " قرع الأبواب" في جميع مدن ومحافظات الأردن بهدف توعية المواطنين بمرحلة عرض الجداول الأولية للناخبين، وأماكن عرضها والمدد الزمنية للاعتراض الشخصي والاعتراض على الغير، ونقل مركز الاقتراع، والتوعية بآليات التواصل والاستعلام عن الدائرة الانتخابية ومركز الاقتراع، بالإضافة إلى توضيح لخطوات الاقتراع للعملية الانتخابية. قرابة 1000 متطوع ومتطوعة شاركوا في حملة "قرع الأبواب" بعد خضعوهم للتدريب اللازم على آليات التواصل مع المواطنين والإجابة على الأسئلة المتوقعة، فيما تم نشر أكثر من مليون إعلان توعوي على المواطنين خلال هذه الحملة.

"الحل مشاركة" وفي إطار عمل الهيئة المستقلة للانتخاب وإطلاقها الحملات التوعوية، التي تهدف إلى تعزيز التوعية بمنظومة التحديث السياسي والقوانين المنبثقة عنه بما يسعى إلى تعزيز المشاركة الشعبية في العملية السياسية بعمومها والعملية الانتخابية على وجه الخصوص، أطلقت الهيئة أيضا وقبل شهور من العملية الانتخابية، حملة "الحل مشاركة"، بهدف استهداف عموم الناخبين بشكل عام واستهداف الناخبين الجدد والشباب والمرأة وشركاء الحملة الانتخابية في نقل المعرفة، والأحزاب السياسية في مستجدات قانون الأحزاب والإجراءات المنبثقة عنه.

وتسعى الهيئة من خلال هذه الحملة إلى التشاركية مع كافة مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة والجهات المانحة والمؤسسات الإكاديمية والإعلامية وصولا إلى أكبر شريحة ممكنة، مع الاستمرار في البرامج التي تعقد حاليا في الجامعات مثل "أنا أشارك" أو المبادرات المدرسية مع بداية العام الدراسي.

ويستعد الأردنيون إلى التوجه للاقتراع في الانتخابات النيابية 2024 يوم الثلاثاء بعد القادم الموافق 10 سبتمبر الجاري لاختيار أعضاء مجلس النواب رقم 20 في تاريخ الحياة النيابية الأردنية.