الأربعاء 11 سبتمبر 2024

مبدعات حول العالم| زها حديد.. سيدة الابتكار في الهندسة المعمارية

زها حديد

ثقافة3-9-2024 | 16:22

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفت المرأة بشجاعتها وقوتها وتحديها للصعاب، فحظيت بمكانة رفيعة، ولا يخلو مجتمع من نساء ناضلن وكافحن، وأخريات عالمات وكاتبات ومناضلات، بنبوغهن وذكائهن استطعن أن يحفرن أسمائهن في التاريخ، ويحققن المساواة مع الرجال، في العمل والتعليم والكفاح، فبفضل بطولاتهن وإنجازاتهن أصبحن خير مثال يُحتذى به، لكفاح المرأة في الحياة والنضال.

تُعد أيقونة إبداعية، ومن أبرز وأشهر المعماريين في العالم، عُرفت بتصميماتها الفريدة والمتنوعة، وقدرتها على تحويل الأفكار المعمارية الجريئة إلى واقع ملموس، مما جعلها رمزًا للإبداع والابتكار في مجال الهندسة المعمارية، إنها المهندسة المعمارية "زها حديد".

تميزت زها حديد بأسلوبها الفريد والمبتكر، الذي استخدم الأشكال الهندسية المستوحاة من الطبيعة والتكنولوجيا، مما أكسبها شهرة عالمية، وقد فازت بالعديد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية في عام 2004، وهي أول امرأة تفوز بهذه الجائزة.

زها حديد

وُلدت "زها حديد" يوم 31 أكتوبر 1950 في بغداد، وهي ابنة محمد حديد الذي كان وزيرا للمالية العراقية الأسبق، أحبت والدتها الرسم وأجادته، فقررت تعليم ابنتها تلك الموهبة، فلم تكن تعلم إنها من هنا كانت تساعدها في انطلاقها لعالم المعمار والإبداع، فكان لوالديها تأثير كبير على زيادة معرفتها، ونبوغها.

 الدراسة

التحقت "حديد" بمدرسة الراهبات الأهلية حتى انهت دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971.

بدايتها في عالم المعمار

بدأ حبها لعالم المعمار والفن يظهر وهي في السادسة من عمرها، وذلك حين اصطحبها والداها إلى معرض خاص بفرانك لويد رايت في دار الأوبرا ببغداد، وانبهرت كثيرًا بالأشكال التي شاهدتها، وعندما اتمت الحادية عشر من عمرها، قررت إنها ستصبح معمارية، فبدأت بتصميم ديكور غرفتها، وكانت تراقب التصميمات المعمارية للمباني.

الوظائف التي شغلتها

عملت "حديد" معيدة في كلية ثم عينت أستاذة زائرة وأستاذة كرسي في عدة جامعات بأوروبا وأميركا، منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك.

الاتجاهات التي قامت لها

تأثرت "زها حديد" بشدة بأعمال المعماري البرازيلي أوسكار نيماير، وخاصة إحساسه بالمساحة، كما تميزت أعمالها باتجاه معماري جديد وفريد واضح في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية، فهو يقوم على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة.

تصميمتها

يُعد هذا الاتجاه من أهم الحركات المعمارية التي ظهرت في القرن العشرين، فكانت تصميماتها فريدة، غيرت مفهوم العمارة في العالم، تركز تصميماتها على دمج العمارة بالمستقبلية مع الاستخدام المبتكر للمواد والتكنولوجيا، أسلوبها كان دائماً يسعى إلى كسر القوالب التقليدية وتقديم رؤى جديدة للمساحات والهياكل، ما جعلها واحدة من أبرز رواد العمارة المعاصرة.

فأنجزت العديد من التصميمات العالمية مثل منصة تزحلق على الجليد في أنسبروك بالنمسا، ودار الأوبرا في غوانغجو بالصين وفي كارديف عاصمة ويلز، وكذلك المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما "ماكسي"، ومركز حيدر علييف في باكو، ومجمع في منطقة هاي لاين بمانهاتن.

كما صممت مركز الألعاب المائية لدورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، وملعب الوكرة في قطر المخصص لاستضافة كأس العالم عام 2022.

الأوسمة والجوائز

تعُد زها حديد المهندسة العراقية أول امرأة تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير في عام 2015، كما نالت جائزة "ستيرلينغ" البريطانية، عام 2010 إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، ومنحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كومندور وسمتها اليونيسكو "فنانة للسلام"، وكانت أول امرأة تنال عام 2004 جائزة "بريتزكر" التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية.