الإثنين 26 اغسطس 2024

مبدعات حول العالم| جوزفين كوكران مخترعة غسالة الأطباق

جوزفين كوكران

ثقافة24-8-2024 | 16:06

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفت المرأة بشجاعتها وقوتها وتحديها للصعاب، فحظيت بمكانة رفيعة، ولا يخلو مجتمع من نساء ناضلن وكافحن، وأخريات عالمات وكاتبات ومناضلات، بنبوغهن وذكائهن استطعن أن يحفرن أسمائهن في التاريخ، ويحققن المساواة مع الرجال، في العمل والتعليم والكفاح، فبفضل بطولتهن وإنجازتهن أصبحن خير مثال يُحتذى به، لكفاح المرأة في الحياة والنضال.

"إذا لم يخترع أي شخص آخر غسالة أطباق، سأفعل ذلك بنفسي"، هكذا أخذت تبكي وتصرخ لإيجاد حل لغسل الأطباق، فهي نشأت في أسرة محبه للعلم والهندسة، وخاصة الاختراعات والابتكارات، لم تكن تعلم أن تأثير عائلتها سينالها، لتساعد الكثير من النساء من مهمة غسل الصحون، التي تستهلك وقتًا ومجهودًا شاقًا، لتخترع "غسالة الأطباق"، إنها جوزفين كوكران.

ولدت جوزفين كوكران عام 1839، في مقاطعة أشتابولا بولاية أوهايو الأميركية، لعائلة ذات عقليات فذه، فوالدها جون غاريس مهندسًا مدنيًا أشرف على إنشاء عدد من مصانع الصوف والأخشاب والمطاحن على طول نهر أوهايو، أما ‏ جدها لوالدتها جون فيتش حصل على براءة اختراع أول قارب بخاري في الولايات المتحدة، كانت عائلتها كثيرة الحديث عن الهندسة، فساهم ذلك في ارتباطها بالابتكارات والهندسة.

تخرجت "كوكران" من المدرسة في سن 19، ثم انتقلت للعيش مع شقيقتها في مدينة شيلبيفيل بولاية إلينوي، وتعرفت على "ويليام كوكران"، كان تاجرًا وسياسيًا في الحزب الديمقراطي، نشأت بينهم قصة حب، فتزوجا عام 1858، وأنجبا طفلين هما: كاثرين كوكران، وهالي كوكران الذي توفي في عمر العامين.

عمل زوجها وكافح حتى كبرت تجارته وأصبح واحدًا من أكبر الأثرياء في المدينة، وتغيرت حياتهم كثيرًا، حتى سكنت جوزفين في قصرًا كبيرًا، ومن هنا كانت البداية لتنفيذ اختراعها.

نظرًا لتغير الظروف الحياتية لـ "كوكران"، بدأت إقامة حفلات العشاء، كنوع من التباهي بين العائلات الغنية، قدمت جوزفين الطعام خلال حفلاتها في آنية من الخزف الصيني الذي يعود تاريخه إلى القرن 17.

قام الخدم بكسر عدد من الأطباق الخزفية، أثناء غسلها، وذلك في خلال قيامها بإحدى أمسياتها، فقررت جوزفين أن تقوم بغسل الخزف الصيني بنفسها، لكنها لم تستطع تحمل تلك المهمة الشاقة، لدرجة أنها ‏ركضت في الشوارع وهي تصرخ والدموع في عينيها: "إذا لم يخترع أي شخص آخر غسالة أطباق، سأفعل ذلك بنفسي"، وأخذت تفكر في حلول تساعدها في غسل الصحون.

تناست "كوكران" الفكرة، ولكن بسبب إدمان زوجها على الكحول أنفق ثروته، ومات مديونًا، فعادت تفكر في حل ضروري يريحها من غسل الصحون، وبدأت بالفعل في تنفيذ اختراعها الذي أنقذ العديد من النساء.

قدمت جوزفين أول طلب براءة اختراع لها في ليلة رأس السنة عام 1885، بمساعدة جورج بوترز، فكان يعمل ميكانيكي، بدأت العمل على نموذج أولي من ابتكارها في مخزن حطب خلف منزلها، اخفقت كثيرًا ولكنها لم تستلم، واخترعت "غسالة الصحون"، ‏كانت أول من يستخدم ضغط الماء والصابون، حيث كانت الغسالات السابقة تتطلب من المستخدم صب الماء المغلي على الأطباق.

كانت الغسالة عبارة عن رفوفًا مجهزة خصيصًا لتثبيت الأطباق في مكانها، بدل الحوض الخشبي الكبير، ‏حصلت جوزفين بعد عام واحد من تقديم طلبها على براءة الاختراع الأميركية عن غسالة الأطباق، تحديدا في ديسمبر 1886.

‏ظلت تعمل "جوزفين كوكران"، لتحسين آلة غسل الصحون بعد حصولها على براءة اختراعها الأولية، فحصلت على براءة اختراع ثانية بعد وفاتها عام 1917، رحلت جوزفين عام 1913، التي ساعدت العديد من النساء من المهمة الشاقة في غسل الصحون.