الخميس 5 سبتمبر 2024

مبدعات حول العالم| الأم تريزا .. أيقونة المحبة والعطاء

الأم تريزا

ثقافة5-9-2024 | 12:22

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفت المرأة بشجاعتها وقوتها وتحديها للصعاب، فحظيت بمكانة رفيعة، ولا يخلو مجتمع من نساء ناضلن وكافحن، وأخريات عالمات وكاتبات ومناضلات، بنبوغهن وذكائهن استطعن أن يحفرن أسمائهن في التاريخ، ويحققن المساواة مع الرجال، في العمل والتعليم والكفاح، فبفضل بطولاتهن وإنجازاتهن أصبحن خير مثال يُحتذى به، لكفاح المرأة في الحياة والنضال.

"في النهاية، ليس مقدار ما نفعله هو المهم، بل كمية الحب الذي نضعه فيه"، بتلك الكلمات المحبة الملهمة، اعتقدت إن الحب قادر على فعل كل شيء، إنها "الأم تريزا" التي تحُل اليوم ذكرى وفاتها، وتُعد مصدر إلهام العديد من الناس، كرست حياتها لمساعدة المحتاجين والفقراء، فكان شغلها الشاغل توفير عمل لهم حتى لو كان صغيرًا، فأسست العديد من الجمعيات التي تهتم بمساعدتهم، فكانت رمز للعطاء والمحبة.

 "الأم تريزا"

وُلدت آجنيس جونكزا بوجاكسيو في 26 أغسطس عام 1910، في سكوبي، مقدونيا، كانت معطاءة ومحبة للخير، فكانت ترى وهي صغيرة معاناة المحيطين بها من الفقر، فما زادها ذلك إلا نمو روح العطاء أكثر بداخلها، فقررت من هنا أن تكرس حياتها لمساعدة المحتاجين، رُغم تلقيها تعليمًا جيدًا في مدرستها الأصلية، وارتبطها بالتعليم، إلا إن اهتمامها بمساعدة الغير طغى عليها.

حصولها على لقب "الأم تريزا"

تدرجت "ماري تريزا" في الرتب الرهبانية حتى حصلت على لقب أم ومن هنا أطلق عليها "الأم تريزا"، امتهنت التدريس بمدرسة القديسة ماري فعُينت مديرة للمدرسة، وبعد حوالي 16 عام من التدريس بالمدرسة، استقالت من منصبها، وقررت أن تساعد الفقراء والمحتاجين.

انتقالها للهند

انتقلت " الأم تريزا" إلى الهند وقررت أن تقوم بتعليم الفتيات، ولكن هناك شعور يزيد بداخلها مع مرور الوقت، فكانت تشعر إن واجبها لا يجب أن يقتصر على التعليم فقط، فقررت مساعدة الفقراء، وبالفعل أسست جمعية مخصصة لمساعدتهم، كجمعية "رسل المحبة"، التي ركزت على تقديم الرعاية الصحية والروحية للفقراء، مما يجعل منها رمزا للعطف في المجتمع.

اسهامتها لمساعدة للفقراء

استمرت "الأم تريزا" بمساعدة الفقراء، فكانت تقضي ساعات طويلة في الشوارع لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض والعزلة، كما أسست "جمعية الإخوة" عام 1950، التي قدمت المساعدة لاآلاف الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء الهند، فكانت تسعى دائمًا لتوفير الرعاية الطبية والغذاء والمأوى.

فلسفتها نحو الحياة والعمل الخيري

كانت فلسفتها نحو الحياة والعمل الخيري بسيط وواضحة، فكانت تقول: "في النهاية، ليس مقدار ما نفعله هو المهم، بل كمية الحب الذي نضعه فيه"، فكانت تظن إن الحب يمكن أن يشكل فارقًا في حياة البعض، رُغم صغر العمل، فكانت تولي اهتمامها وتركيزها على العمل اليومي من خلال الأعمال الصغيرة التي تؤدي إلى تأثير كبير.

 تأثير "الأم تريزا" على المجتمعات المختلفة

أثرت "الأم تريزا" على المجتمعات المختلفة، فنالت إعجاب العديد من الشخصيات المهمة في العالم، فبفضل جهودها وإسهامتها عملت على تعزيز وزيادة الوعي حول قضايا الفقر والمرض، نجحت في إلهام الكثيرين للانخراط في العمل الخيري، مما أدى إلى تأسيس منظمات خيرية جديدة، حتى بعد وفاتها، فكانت وستظل أفكارها تعمل كمرشد لدعاه السلام والمساعدة الإنسانية.

تكريم "الأم تريزا"

حصلت "الأم تريزا" على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهودها وإسهامتها، فنالت جائزة نوبل عام 1979 تقديرًا لها ولإنسانيتها، كما حصلت على جوهرة الهند وهو أعلى وسام شرفي هناك، قدمت "تريزا" إرثًا إنسانيًا، وساعدت الكثير وكانت ملهمة للملايين حول العالم، رٌغم وفاتها عام 1997، إلا إن المنظمات التي أسستها لمساعدة المحتاجين لم تتوقف، فرحلت "الأم تريزا"، وتركت العديد من الأعمال الانسانية التي غيرت حياة العديد من البشر.