يعد النحاس عنصرا أساسيا لصحة الجهازين العصبي والمناعي للجسم، كما أنه يدعم صحة العظام والأنسجة، وقد عرفت قديما فوائده فاستخدمه قدماء المصريين والرومان وحتى القرون الحديثة كمعدن في صنع الأواني والأكواب، وكذلك كحُلي وأساور في هيئة ضمادات للجروح، اعتقادا منهم بأهميته في الشفاء من الأمراض.
وقال الدكتور محمد الحوفي الأستاذ بقسم علوم الأغذية بجامعة عين شمس في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تعليقا على ذلك: "إن هناك بعض الادعاءات بأن ارتداء الأساور أو المجوهرات المصنوعة من النحاس يمكن أن يحسن من حالة العظام أو يخفف من آلام التهاب المفاصل، لكن لا توجد أدلة علمية قوية تدعم هذه الادعاءات"، مشيرا إلى أن تأثير ارتداء النحاس على الصحة يعتبر بشكل كبير غير مدعوم علميا ويعتمد على الاعتقادات الشخصية والتجارب الفردية.
وأوضح أن الطهي في آواني النحاس يمكن أن يكون آمنا إذا كانت الأواني مطلية بطبقة واقية من الفولاذ المقاوم للصدأ أو النيكل، مضيفا أن "النحاس النقي يمكن أن يتفاعل مع الأحماض في الطعام ويؤدي إلى تسرب النحاس إلى الطعام بكميات قد تكون ضارة، ولذلك يعد استخدام آواني النحاس المطلية هو الخيار الأكثر أماناً".
وأكد الدكتور محمد الحوفي، أن الحصول على النحاس من الطعام هو الأفضل، مبينا أن عنصر النحاس موجود في العديد من الأطعمة، ومنها: المحار والمكسرات، خاصة (الكاجو واللوز والبندق)، والبذور (السمسم وعباد الشمس)، والكبد (سواء كان كبد الدجاج أو البقر)، والشيكولاتة الداكنة، والحبوب الكاملة (الشوفان والقمح الكامل)، والخضروات الورقية الداكنة (السبانخ والسلق)، والفواكه المجففة (المشمش والتين)، والفاصوليا البيضاء والحمراء.
كما أوضح أن النحاس يلعب دورا مهما في تكوين خلايا الدم الحمراء والبيضاء، ويعزز نقل الأكسجين في الجسم، وإنتاج الكولاجين الضروري لصحة العظام والأنسجة، كما أنه يساعد في وظيفة الأعصاب وتعزيز الإشارات العصبية وفي الحفاظ على نظام مناعي قوي، حيث أنه يعمل كمضاد للأكسدة، مما يساعد في تقليل الضرر الناتج عن الجذور الحرة.
وأوصي الدكتور محمد الحوفي بالحصول على النحاس من المصادر الغذائية الطبيعية لتحقيق التوازن الغذائي، لافتا إلى أنه في بعض الحالات، مثل وجود نقص حاد في النحاس أو في حال وجود حالات طبية معينة، يمكن للطبيب أن يوصي بمكملات النحاس.
وفي هذا الصدد، نصح بتناول المكملات الغذائية المحتوية على النحاس مع الطعام للمساعدة في امتصاصه بشكل أفضل، وتجنب تناول مكملات النحاس مع مكملات الزنك في نفس الوقت، حيث يمكن أن يتداخل الزنك مع امتصاص النحاس بما يضر الجسم.
أما الدكتور كريم علي دكتور السموم الإكلينيكية والخبير الدولي في التغذية العلاجية، فقال في قناته "فكر تاني" على (يوتيوب): "قديما كانت تستخدم أواني النحاس في الطهي وكأكواب للشرب، وحاليا يوجد النحاس في كبدة البقر أو عن طريق لبس أساور النحاس"، مؤكدا أن ارتداء النحاس ينظف مسارات الطاقة السلبية بالجسم.
وأوضح أن نقص النحاس في الجسم يؤدي إلى الشيب في الشعر، ضعف النظر، ظهور التجاعيد على الوجه، انخفاض طاقة الجسم، زيادة الفيروسات والبكتيريا في الجسم، اعتلال الجهاز العصبي.
وسواءً اتفق أو اختلف العلماء حول جدوي ارتداء النحاس، إلا أنهم يتفقون على أنه عنصر أساسي لا غني للجسم عنه.