الأحد 15 سبتمبر 2024

المشروع القومي للتنمية البشرية.. حلم جديد لبناء الإنسان المصري

القاهرة

تحقيقات13-9-2024 | 14:50

محمود غانم

تبذل الدولة المصرية جهود حثيثة في سبيل بناء الإنسان المصري، بما يحقق استفادة جميع المواطنين من موارد الدولة بعدالة وفاعلية، وفي هذا الإطار، أطلقت خلال الأيام المنقضية المشروع القومي للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، والذي يستهدف تقديم خدمات شاملة ومتنوعة تشمل كافة الفئات العمرية، وتغطي جميع محافظات الجمهورية.

ولكي تتضح الصورة أكثر، فإن المشروع القومي للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، يمثل أحد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة الجديدة متمثلة في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، بما يتماشى مع تحقيق رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة والتنمية المستدامة في مجالات الصحة والتعليم، والثقافة والرياضة وتوفير فرص العمل، بطريقة تكاملية بين كافة جهات الدولة والمجتمع الأهلي والخاص، بهدف تحسين جودة حياة المواطنين في جميع محافظات الجمهورية بخدمات وأنشطة وبرامج متنوعة مستهدفة كل الفئات لعمرية منذ الولادة إلى ما بعد عمر الـ 65 عامًا.

 أهداف المشروع القومي للتنمية البشرية

وتماشيًا مع التوجيهات الرئاسية، ورؤية مصر 2030، يأتي في مقدمة أهداف ذلك المشروع تعزيز القدرات والمهارات البشرية، وتطوير الخدمات الحكومية في مجالات الصحة، والرياضة والتعليم والثقافة والعمل، بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في تقديم الخدمات وتحقيق التكامل بينهم للوصول إلى خلق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتمتاز بالحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ، بدعم من الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف، وقادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتمتلك المهارات والجدارات المناسبة لاحتياجات سوق العمل.

وفي سبيل ذلك، يجري إطلاق إطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية الرياضة من خلال دعم النشاط الرياضي وضمان توافر آلياته في كل محافظات الجمهورية، والثقافة وتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما، وكذلك التوظيف بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وذلك في ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة مع وجود آلية متطورة لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزي للمشروع القومي بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين.

وقد تم تنسيق العمل بين الوزارات والجهات الشريكة، لتوحيد الجهود والاستفادة من قدرات الجهات المجتمعية بأسلوب تكاملي تشاركي لضمان عدالة توزيع وكفاءة تقديم الخدمات والأنشطة التي تستهدف المواطن مباشرة، وذلك بالاستفادة من الموارد المتاحة لتعظيم الفائدة التي تعود على المواطن ويشعر بها سريعًا، وصولًا إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة.

مبادرة سفراء التنمية البشرية

في غضون ذلك، أُطلقت مبادرة سفراء التنمية البشرية حتى يتمكن الجميع من المشاركة الفاعلة في المشروع القومي للتنمية البشرية، وذلك بهدف بناء وعي الإنسان وقدراته وإكسابه جميع المهارات التي يحتاج إليها سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، مستهدفًا جميع الفئات العمرية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي أقل من 24 ساعة تقدم للمشاركة ما يقرب من 3000 سفير، 52 بالمائة منهم من الذكور و48 بالمائة من الإناث، بينهم من هو أقل من 20 عاما، ومن هو فوق الأربعين، من جميع محافظات الجمهورية "طلاب - معلمين - محامين - أطباء -صحفيين – مهندسين"، وسيتم تأهليهم وتدريبهم ومنحهم فرصة الحوار مع قيادات الدولة وأعضاء الحكومة بشكل مباشر ليسمعوا لهم ويسمعوا منهم، حتى يمكنهم أن يكونوا سفراء حقيقين للمشروع.

 

 برنامج البداية الذهبية للأسرة والطفل

كما تم إطلاق برنامج البداية الذهبية للأسرة والطفل من سن صفر إلى 6 سنوات، بالمشاركة بين كافة جهات الدولة ووزارات الصحة والتضامن والتربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة، إيمانًا بأن تنمية الطفولة المبكرة تعد من أهم ركائز التنمية البشرية، فهي المرحلة التي تبدأ من سن صفر إلى 6 سنوات ويطلق عليها المرحلة الذهبية، حيث يعتبر الاستثمار في هذه المرحلة أنجح مشروع استثمار في حياة الأمم، وذلك نظرًا لأن الست سنوات الأولى في حياة الإنسان حجر الأساس لتطوير قدراته الذهنية والجسدية والنفسية طوال العمر.

ولكي يتم الوصول إلى بداية ذهبية حقيقية، يتم الاستثمار في المرحلة العمرية الذهبية من خلال تحسين الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية للأطفال من بدء الحياة حتى 6 سنوات، عن طريق توفير رعاية صحية قبل الحمل، فضلًا عن خلق بيئة آمنة تضمن حمل وولادة آمنة، وكذلك خلق مناخ صالح لتربية إيجابية وتطورية عالية الجودة تعمل على تحفيز لقدرات الطفل على التعلم بدءً من حياته داخل الرحم.

وتستمر عملية تطوير مهارات الطفل في المرحلة من 6 أشهر إلى سنة، وينبغي أن يصاحب ذلك تدريب ورفع وعي للوالدين بشكل مواز من فترة ما قبل الزواج امتدادًا إلى تدريب مقدمي الخدمة في المراحل المختلفة بخلاف توفير الأدلة والمعايير اللازمة لدعم النمو الشامل للأطفال، وفق بيان صادر عن المبادرة.

وفي سبيل تحقيق تلك الغاية، تتضافر كل جهود الدولة المصرية ووزاراتها المعنية من أجل تحقيق تنمية فعلية لمرحلة الطفولة المبكرة، حيث تعمل وزارة الصحة والسكان على توفير رعاية صحية ذات جودة عالية سواء من خلال الاهتمام بصحة الطفل ورعايته وهو جنين حتى ولادته وصولًا إلى نهاية الطفولة المبكرة في تلك المرحلة إلى جانب تأمين تغذية سليمة تمكنه من النمو والتطور بشكل صحي وسليم، لتحقيق أفضل المخرجات الصحية مثل تقليل معدلات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية، وتخفيض معدلات وفيات الرضع وحديثي الولادة، والأطفال تحت سن الخامسة.

ويستهدف ذلك رفع نسبة التغطية بالحضانات المرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي في الفئة العمرية من 0 إلى 4 سنوات خلال ثلاث سنوات، ورفع نسبة التغطية في التعليم قبل المدرسي من 30 بالمائة إلى 60 بالمائة خلال ثلاث سنوات، وخفض مستويات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية بين الأطفال بنسبة 10 بالمائة كل سنة، وكذلك خفض معدل وفيات الأطفال الرضع وحديثي الولادة ودون الخامسة بنسبة 10 بالمائة كل سنة، فضلًا عن رفع نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة عند 4 - 5 شهور من 13 بالمائة إلى 50 بالمائة في ثلاث سنوات.

وبخصوص الفئات التي يستهدفها، فهم الأطفال من عمر 0 إلى 6 سنوات والآباء والأمهات (أولياء الأمور)، ومقدمي الخدمات بالحضانات، إلى جانب مقدمي خدمات الرعاية الصحية للطفولة المبكرة في المؤسسات الصحية، والمدرسين للتعليم قبل المدرسي.