من الطبيعي أن يحاول الصغير كسب تعاطف والديه حين يرفضون طلباته،.. لكن إن زاد الأمر عن حده تحول إلى صفة ملتصقه بشخصية، ما قد يشير إلى احتمالية أتباعه لسلوك متلاعب في الكبر.
وفيما يلي نستعرض أهم السلوكيات التي تشير إلى أن طفلك قد يكون متلاعبًا، وكيفية التعامل معها ، وذلك وفقاً لما ذكره خبراء التربية عبر موقع "mom junction"
يرفض بعض الأطفال قبول كلمة "لا" عندما لا يتم تحقيق طلباتهم، قد يشعرون بالإحباط الشديد، مما يؤدي إلى انفجارات عاطفية لا يمكن السيطرة عليها، قد يتحول هذا الإحباط إلى نوبات غضب، وسلوك عدواني، أو حتى إلى محاولات للتلاعب للحصول على ما يريدون، هذه الانفعالات القوية قد تضع الآباء في حيرة وتجعلهم يشعرون بالضغط لتلبية طلبات أطفالهم.
يُعرف الأطفال المتلاعبون بنوبات الغضب الشديدة التي قد تستمر لفترة قصيرة أو حتى تصل إلى أن يحصلوا على ما يريدون، قد يلجؤون إلى الصراخ بعبارات مؤذية مثل "أكرهك" أو "أنت أسوأ أب/أم على الإطلاق"، أو قد يستلقون على الأرض ويصرخون بصوت عالٍ في المتاجر، هذه الانفجارات العاطفية المتكررة هي علامة واضحة على سلوك متلاعب، وقد تتطور إلى مشكلات سلوكية أكثر تعقيدًا إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب، وفقًا لدراسات، حيث يميل الأولاد إلى إظهار هذه السلوكيات أكثر من الفتيات، وقد تكون أكثر شيوعًا في الفئة العمرية بين 6 و11 عامًا.
وقد يلجأ الأطفال المتلاعبون إلى أساليب خادعة للحصول على ما يريدون، قد يكذبون على الآخرين حول سلوك والديهم، ويصورون أنفسهم كضحايا، بهدف الحصول على المزيد من الاهتمام أو المزايا ؛ كما قد يحاولون إثارة مشاعر الذنب لدى الكبار أو التلاعب بأفكارهم لتجنب العقاب أو الحصول على امتيازات.
وإليكِ طرق التعامل مع طفلك حال تلاعبه بمشاعرك :-
عليكِ بتحديد أهداف واقعية للطفل يمكن أن يكون أداة فعالة للتعامل مع سلوكه المتلاعب ؛ بدلًا من الاستجابة الفورية لجميع طلباته، يمكن أن نساعده على تطوير الصبر والانتظار ؛ على سبيل المثال يمكنك الاتفاق معه على موعد محدد لتحقيق رغبته، مما يعلمه قيمة الانتظار والتخطيط.
إنشاء خطة عمل ؛ يمكنها أن تساعد طفلك على تعلم كيفية طلب ما يريد بطريقة مهذبة وفعالة، هذه الخطة التي يتم تصميمها خصيصًا لطفلك، تساعده على تطوير مهارات التواصل والتفاوض، وتساهم في بناء علاقات إيجابية، يمكن أن تتضمن الخطوة الأولى التزام الصمت لوقت قصير قبل طرح الطلب، ثم إعادة الطلب بلطف وبشكل واضح، يمكن للطفل أيضًا أن يشرح سبب رغبته في الحصول على الشيء المطلوب، والاستماع إلى رد الآخرين باهتمام.
يمكن لوسائل التشتيت أن تكون أداة فعالة في إدارة سلوك الأطفال، خاصة في المواقف التي قد تؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة؛ فعندما تشغلين انتباه طفلك بأمر آخر تساعديه على تحويل تركيزه بعيدًا عن الموقف المحفز للسلوك السلبي ؛ يمكن أن تكون هذه الوسائل بصرية سمعية، أو لمسية، وتُختار بناءً على اهتمامات الطفل الفردية.
إننا نتعلم الكثير من خلال الملاحظة والتقليد؛ فالأطفال بشكل خاص ينظرون إلى آبائهم ومحيطهم كأمثلة يحتذون بها. لذلك، فإن سلوك الوالدين يؤثر بشكل كبير على سلوك أطفالهم ؛ فعندما يرى الطفل والديه يتحلون بالصبر والهدوء في التعامل مع المواقف المختلفة، فإنه يتعلم كيفية تقليد هذا السلوك ؛ فلا تقتصر القدوة على السلوك اليومي للوالدين فقط، بل يمكن الاستعانة بقصص وأفلام كأدوات تعليمية قوية ؛ يمكن لقصص الأطفال والأفلام أن تقدم دروسًا قيمة حول إدارة السلوكيات غير المرغوبة، مثل التلاعب والهيمنة.
المشاركة الموجهة هي رحلة تعلم ممتعة تجمع بين الوالدين والأطفال، من خلال أنشطة مثل قراءة القصص أو تمثيل الأدوار، يمكنك بناء علاقة أقوى مع طفلك وفهم عالمه بشكل أفضل، هذه الأنشطة تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
يمكن للمكافآت أن تكون حافزًا قويًا لتشجيع سلوك الأطفال الإيجابي، فعندما تعطي طفلك مكافآت مقابل تصرفاتهم الجيدة، فإننا نعزز هذا السلوك ونجعله أكثر احتمالًا للتكرار، يمكن أن تكون المكافآت مادية، مثل لعبة جديدة، أو غير مادية، مثل وقت إضافي للعب، من المهم أن تكون المكافأة مرتبطة مباشرة بالسلوك الإيجابي الذي نريد تعزيزه.