الأربعاء 18 سبتمبر 2024

جهود الوسطاء تُبقي على مسار التهدئة في غزة رغم التعنت الإسرائيلي

العدوان على غزة

تحقيقات15-9-2024 | 16:11

محمود غانم

بعد 345 يومًا من شن حرب مدمرة على قطاع غزة، أقرت إسرائيل بصعوبة إعادة جميع المختطفين من خلال العمليات العسكرية، بل تقول إن الأمر يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، يأتي ذلك تزامنًا مع تعثر المفاوضات التي تتوسط فيها قطر ومصر بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية.

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن الجيش يعمل على إعادة المختطفين بأي طريقة لكنه لن يتمكن من إعادتهم جميعًا في عمليات عسكرية.

وأقرهاليفي لعائلات جنود أسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بأن إعادة الأسرى المحتجزين في القطاع ستكون صعبة مع مرور الوقت.

مصير المفاوضات

وحول إمكانية إبرام اتفاق لإعادة المخطوفين، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن هاليفي أكد أن الأمر منوط بقرار الحكومة، وأردف قائلًا:"نعمل كل ما نستطيع لتحقيق ذلك".

المصدر ذاته ذكر أن هاليفي أبلغ عائلات جنود أسرى أن الجيش يخوض مخاطر من أجل الحصول على معلومات استخبارية عن الأسرى.

في حين أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين لهاليفي، عن مخاوفها من أن يؤدي الضغط العسكري في غزة إلى مقتل ذويهم، كما حدث مع الأسرى الستة الذين تم انتشال جثامينهم مؤخرًا، وفق القناة الإسرائيلية.

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بدعم أمريكي مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، لكنها لم تسفر عن نتائج تذكر، جراء عدم تجاوب تل أبيب مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمجموعة من الشروط التي ترفضها حركة حماس، ولم يقبل بها الوسطاء، واعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

فيما جددت حركة حماس تأكيدها على استمرار إيجابيتها ومرونتها للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.

وأضافت في بيان صدر الأربعاء الماضي، إنها ترحب بالدور المصري والقطري وجهودهما المبذولة في المفاوضات غير المباشرة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

وفي ذلك الوقت، أكدت الحركة خلال لقاء جمعها مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل على استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار المستند لإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي، وفق قولها.

وفي خطاب ألقاه الرئيس جو بايدن في الـ31 مايو الماضي، عرض مقترحًا يتكون من ثلاث مراحل من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وبالتأكيد إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين، وفي حين عكفت حركة حماس على دراسة ذلك المقترح، قابلته إسرائيل بعدم الإكتراث.

وقد قبلت حركة حماس بما عرضه الوسطاء في الـ2 يوليو الماضي بناءً على مقترح بايدن، وهو ما يضمن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، وفي المقابل تمسكت إسرائيل ممثلة في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة حربها على القطاع، والبقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا، ما أدى إلى تعثر المفاوضات في الأخير.

جهود متواصلة

بدورها، تواصل مصر جهودها مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة وإيقاف التصعيد الإقليمي، لكن تلك الجهود كلما اقتربت من الوصول إلى اتفاق، تواجه بسياسات إسرائيلية استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد.

وفي هذه الأثناء، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم مقترح جديد تتم صياغته في الوقت الراهن يتضمن كل النقاط الخلافية وعلى رأسها محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة، وفق تقارير إعلامية، لكنها تخشى الفشل إذا قدمت مقترحها الجديد في الأجواء الحالية.

في غضون ذلك، جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن تأكيده على أن بلاده ستواصل العمل للوصول إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في غزة ويسمح بزيادة المساعدات والإفراج عن الرهائن.

فيما أكد مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن واشنطن تواصل محادثاتها مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل التوصل لنص اتفاق يمكن أن يحظى بموافقة جميع الأطراف.

وأضاف كيربي "لقد عملنا طوال هذا الأسبوع من أجل إيجاد طريق للمضي قدمًا بشأن اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمر على قطاع غزة، راح ضحيتها 41.206 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 95.337 فلسطينيًا، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.