الأربعاء 18 سبتمبر 2024

خبراء لواشنطن بوست: انفجارات أجهزة النداء هجوم غير مسبوق من إسرائيل

صورة أرشيفية

عرب وعالم18-9-2024 | 13:12

دار الهلال

سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء الضوء على انفجارات أجهزة النداء اللاسلكي التي تستخدمها جماعة حزب الله المسلحة في وقت واحد أمس الثلاثاء، حيث قال خبراء دوليون إنه ربما كان هجوما غير مسبوق من قبل إسرائيل والذي ربما تضمن تخريب الأجهزة قبل تسليمها.

ونقلت الصحيفة عن إميلي هاردينج نائبة مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قولها إنه في حين لايزال الكثير غير معروف عن هجوم الأمس، إلا أنه من المرجح أن إسرائيل تسللت إلى سلسلة التوريد التي يستخدمها حزب الله لأجهزة النداء الخاصة به ووجدت طريقة لتجهيزها فعليًا.

وأشارت إلى أن أجهزة النداء لا يمكنها التقاط الصوت ولا تحتوي على كاميرات فهي تشكل خطورة أقل من الهواتف المحمولة عندما يتعلق الأمر بمراقبة التحركات والاجتماعات.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دميتري ألبيروفيتش رئيس مؤسسة سيلفرادو بوليسي أكسيليريتور وهي مؤسسة بحثية للأمن القومي: "يبدو أن هذا ربما يكون الهجوم الأكثر شمولا على سلسلة التوريد المادية في التاريخ، استبدال الأجهزة المستوردة بأخرى تحتوي على متفجرات وتفجيرها جميعا في نفس الوقت من خلال جهاز من القيادة والتحكم"..مشيرا إلى أن العملية تتطلب اتخاذ قرارات استخباراتية مربحة أو خاسرة.

ورأى ويليام ويشلر المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي أن انفجارات أجهزة النداء كانت "محرجة للغاية لحزب الله" وقد تؤدي إلى تصعيد جوهري محتمل.

وقال ويشلر إنه على الرغم من أن الانفجارات كانت "مستهدفة للغاية" إلا أن التأثيرالنفسي للهجوم قد يكون أكثر أهمية من تداعياته العملية،مضيفا: "سيشعر حزب الله أنه بحاجة إلى الرد مع أن أيًا من الجانبين لا يريد اندلاع حرب كاملة، ولكن إذا حدث ذلك، فإن الخسائر على الجانبين بما في ذلك بين المدنيون، قد تكون مرتفعة للغاية.

ومن جهته، قال ثاناسيس كامبانيس مدير سينتشري إنترناشيونال وهي مؤسسة بحثية سياسية عالمية "إنه يبدو كما لو أن إسرائيل شنت الحرب التي كانت تتوق إليها، لقد أظهر حزب الله وإيران قدرًا كبيرًا من ضبط النفس حتى الآن، ولكن في هذه المرحلة من الواضح أن إسرائيل عازمة على التصعيد".

وأوضح: "لا أعتقد أن إسرائيل ستحقق أهدافها الأمنية، خاصة وأن حزب الله قوي واستراتيجي ومستعد وسوف يلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل في حالة تصعيد شامل للحرب، ولهذا سوف يتحمل المدنيون في لبنان وإسرائيل العبء الأكبر من هذا التصعيد الإسرائيلي".

ووصف مسئولون أمريكيون وإسرائيليون حاليون وسابقون الهجوم بأنه غير مسبوق من حيث النطاق والتعقيد الواضح حيث قال مارك بوليمروبولوس ضابط العمليات السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي خدم في أدوار مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط "أشعر أن هذا كان مصممًا لإرسال رسالة وليس بالضرورة إعدادا عمليا للبيئة للانتقال إلى لبنان"، مشيرا إلى أن إسرائيل وجهت "تحذيرا صارخا ووحشيا لحزب الله بأن الحرب ستكون كارثية.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين في الحكومة اللبنانية قولهم أمس إن أجهزة النداء اللاسلكي التي تستخدمها جماعة حزب الله انفجرت في وقت واحد، مما أدى إلى إصابة أكثر من 2800 شخص ومقتل تسعة أشخاص على الأقل.

وجاء في رسالة صوتية تم توزيعها على أعضاء حزب الله وفقًا لأحد الأعضاء، الذي شاركها مع صحيفة واشنطن بوست: "كل من حصل على جهاز نداء جديد، يتخلص منه". 

ورأت الصحيفة أن الهجوم المشتبه به هو أحدث هجوم في الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام بين إسرائيل وحزب الله المرتبط بالحرب في غزة، وقد تسبب هذا الهجوم في وقوع أسوأ حادث سقوط ضحايا جماعي في لبنان خلال الحرب، مما ترك النظام الصحي في البلاد في حالة من الذعر حيث أصيب ما لا يقل عن 2800 شخص في جميع أنحاء البلاد معظمهم بجروح في الوجه أو اليدين أو البطن.

وألقى حزب الله باللوم على إسرائيل في الانفجارات وتعهد بالرد بينما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق أمس على ما إذا كان مسؤولاً عن الهجوم.

وأفاد مسئولون صحيون عن حالة من الفوضى في المستشفيات مع تدفق سيارات الإسعاف واجتياح المرافق، حيث أفادت التقارير عن وقوع إصابات في بيروت العاصمة وبلدات في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل وفي مدينة صور الساحلية وفي الجزء الشمالي من البلاد وكان من بين الجرحى أطفال وكبار السن.

وقالت وزارة الصحة العامة هناك: إن المستشفيات وضعت في حالة تأهب قصوى وطلبت من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصال لاسلكية الابتعاد عنها". 

ووفقا للصحيفة فإن التوترات بين إسرائيل وحزب الله تصاعدت بعد أشهر من الضربات المتبادلة عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية وقد نزح عشرات الآلاف من الناس في كلا البلدين.

وفي هذا الأسبوع، قال كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين التقوا بمستشار كبير في البيت الأبيض إن العمل العسكري ضد حزب الله سيكون ضروريًا للسماح لآلاف السكان بالعودة إلى منازلهم على طول الحدود الشمالية لإسرائيل في إشارة إلى أن إسرائيل تحول تركيزها عن الحرب ضد حماس في غزة، حسبما أفادت الصحيفة.