الجمعة 27 سبتمبر 2024

ديوان العرب| وَبَلَدٍ عامِيَة أَعْمَاؤُهُ.. قصيدة رؤبة بن العجاج

رؤبة بن العجاج

ثقافة20-9-2024 | 03:35

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «وَبَلَدٍ عامِيَة أَعْمَاؤُهُ» للشاعر رؤبة بن العجاج، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «رؤبة بن العجاج» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «وَبَلَدٍ عامِيَة أَعْمَاؤُهُ».

وتعتبر قصيدة «وَبَلَدٍ عامِيَة أَعْمَاؤُهُ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 26 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

وَبَلَدٍ عامِيَة أَعْمَاؤُهُ

كَأَنَّ لَوْن أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ

أَيْهاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاةِ مَاؤُهُ

يَحْسِرُ طَرْفَ عَيْنِهِ فَضَاؤُهُ

هابِي العَشِيِّ دَيْسَقٍ ضَحَاؤهُ

إِذا السَرابُ انْتَسَجَتْ إِضَاؤُهُ

أَوْ مُجْنَ عَنْهُ عُرِّيَت أَعْراؤُهُ

وَاجْتَابَ قَيْظاً يَلْتَظِي الْتِظاؤُهُ

ذَا وَهَجٍ يُحْمِي الحَصَا إِحْمَاؤُهُ

يَبْحَثُ مُكْتَنَّ الثَرَى ظِبَاؤُهُ

فِي كَوْكَبٍ مُلْتَهِبٍ صِلاؤُهُ

تَقْلِصُ عَنْ مَكْنِسِه أَفْيَاؤُهُ

فِي الظِلِّ حَيْث أَصْطَفَقَت أَفْناؤُهُ

مِنْ ظِلِّ أَرْطىً خَضِلٍ آلاؤُهُ

إِذَا جَرَى بَيْنَ الفَلَا زُهَاؤُهُ

وَخَشَعَتْ مِنْ بُعْدِه أَصْواءُهُ

وَضَبَحَت فِي لَيْلِه أَصْداؤُهُ

داعٍ دَعَا لَم أَدْرِ ما دُعَاؤُهُ

أَطَرَبٌ أَمْ وَجْدُ حُزْنٍ داؤُهُ

فَقُلْت أَذ أَرَّقَنِي بُكاؤُهُ

أَنَوْحه رَاعَك أَمْ غِناؤُهُ

والعِيسُ فِي مُعْصَوْصِبٍ حِزّاؤُهُ

يَطْلُبْنَ خِمْساً صادِقاً نجاؤُهُ

يَرْكَبْنَ تَيْماءَ وَمَا تَيْماؤُهُ

يهْماءَ يَدْعُو جِنَّهَا يَهْماؤُهُ

وَالسَيْرُ مُحْزَوْزٍ بِنَا احْزِيزَاؤُهُ

ناجٍ وَقَدْ زَوْزَى بِنَا زِيزَاؤُهُ

يَغْشَى قَرَا عارِيَة أَعْرَاؤُهُ

تَحْبُو إِلَى أَصْلَابِه أَمْعاؤُهُ

وَالرَمْلُ فِي مُعْتَلَج أَنْقَاؤُهُ

وَعْر البُطُونِ وَعْثَة أَكْفَاؤُهُ

يُذْرِى إِذا طارَت بِه أَذْراؤُهُ

لَيْسَ امْرُؤٌ يَمْضِي بِهِ مَضَاؤُهُ

إِلّا امْرُؤٌ مِنْ فَتْكِهِ دَهاؤُهُ

فَقُلْت إِذْ لم أَدْرِ ما أَسْماؤُهُ

سَعْمُ المَهارَى وَالسُرَى دَواؤُهُ

يَرْمِى بِأَنْقاض السُرَى أَرْجاؤُهُ

هَيْهاتَ فِي مُنْخَرِقٍ هَيْهَاؤُهُ

مُشْتَبِهٍ مُتَيِّهٍ تَيْهاؤُهُ

إِذا ارْتَمَى لَم أَدْرِ ما مِيداؤُهُ

ما بُعْدُ ما قايَس أَوْ حِذَاؤُهُ

هاتكْتُهُ حَتَّى مَضَت أَكْراؤُهُ

وَانْحَسَرَتْ عَنْ مَعْرِفِي نَكْراؤُهُ

ولَمْ تَكَاءَدْ رِحْلَتِي كَأْدَاؤُهُ

هَوْلٌ وَلَا لَيْلٌ دَجَت أَدْجاؤُهُ

وَإِنْ تَغَشَّتْ بَلَدا أَغْشاؤُهُ

أَلْحَقْتُهُ حَتَّى انْجَلَتْ ظَلْمَاؤُهُ

عَنِّي وَعَنْ مُلْمُوسَة أَحْناؤُهُ

وَناضِبٍ يُنْضِي الوَأَى إِنْضاؤُهُ

إِذَا انْتَحَى فِي البَلَدِ انْتِحَاؤُهُ

لِلْهَجْرِ حَتَّى بَرَدَتْ غَرّاؤُهُ