الجمعة 27 سبتمبر 2024

رجال من ذهب| إيليا أبو ماضي.. أحد مؤسسي الرابطة القلمية

إيليا أبو ماضي

ثقافة19-9-2024 | 18:18

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

يعد من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، حيث طغت نزعة التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن، على فلسفته التي اشتهر بها، كما ركز على الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، فهو أحد مؤسسي الرابطة القلمية، أنه إيليا أبو ماضي، أحد أبرز شعراء المهجر.

وُلد إيليا أبو ماضي في عام 1889، في عائلة بسيطة، ونظرًا للظروف التي كان يمر بها، لم يستطع سوى تلقي الدروس الابتدائية البسيطة، ولكن  لم يستمر وترك التعليم في سن الـ11 من عمره، وعندما أشتد به الفقر في لبنان، هاجر إلى مصر عام 1902م بهدف التجارة مع عمه، ولكنه كان شغوفًا بمطالعة الكتب ليلًا ليتعلم النحو والإعراب والصرف.

بدأ أبو ماضي مسيرته الأدبية في مصر، حيث التقى بأنطون الجميل، الذي كان من المؤسسين لمجلة "الزهور" مع أمين تقي الدين، والذي أعجب بذكاء وعصامية إيليا أبو ماضي، ودعاه للكتابة في المجلة، حيث نشر أبو ماضي أولى قصائده.

توالى نشر أعمال أبو ماضي في "الزهور"، وفي عام 1911، أصدر ديوانه الأول "تذكار الماضي" عن المطبعة المصرية، كان أبو ماضي في ذلك الوقت في الثانية والعشرين من عمره، واعتمد في هذا الديوان على أسلوب القصيدة العمودية، حيث تناول موضوعات تقليدية كانت سائدة في شعر من سبقوه.

اتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1912م، حيث استقر أولًا في سينسيناتي بولاية أوهايو وأقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه الأكبر مراد، وتغير نمطه في الكتابة بشكلٍ كبير بعد هجرته.

 سافر أبو ماضي إلى نيويورك عام 1916م، وتولى رئاسة تحرير «المجلة العربية» ثم تركها ليسهم في تحرير مجلة «الفتاة» التي كان يصدرها شكري البخاش، وعمل بعد ذلك في تحرير مجلة «مرآه الغرب» نجيب دياب حتى 1928م.

شارك أبو ماضي في تأسيس الرابطة الإقليمية، والتي تُعد عبارة عن جمعية أدبية قام مجموعة من الأدباء أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة وإيليا أبو ماضي بإنشائها، وضمت مجموعة أخرى من أدباء المهجر اللبنانيين والسوريين.

أصدر أبو ماضي مجلة «السمير» عام 1929م، التي تعد أساس لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدرًا أساسيًا من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيرًا من إنتاجهم الأدبي شعرًا ونثرًا، واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م.

ويعد ديوان «تذكار الماضي» أول ديوان صدر لـ أبو ماضي، فهو ديوان صغير نشر في مصر عام 1911م، أهداه الشاعر إلى الأمة المصرية معبرًا عن حبه لها وتعلقه بها، تناول فيه موضوعات مختلفة أبرزها الظلم عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم مهاجمًا الطغيان العثماني ضد بلاده.

كما له العديد من الدواوين ومنها ديوان إيليا أبو ماضي، الجداول، الخمائل، أما قصائده، قصيدة المساء، فلسفة الحياة، الغابة المفقودة، ابتسم.

وله العديد من المؤلفات ومنها، عيسى الناعوري، الحاوي، محمود سلطان، عبد اللطيف شرارة، عز الدين إسماعيل، وغيرهم، رحل إيليا أبو ماضي في 23 نوفمبر من عام 1957، تركًا إرثًا أدبيًا ضخمًا.