ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه لن يكون هناك فائز واضح إذا صعد حزب الله وإسرائيل المواجهات بينهما إلى حرب برية، مؤكدة أن تكثيف تبادلات إطلاق النار بين الجانبين قد يؤدي إلى هجوم عبر الحدود ولكنه تحرك محفوف بالمخاطر.
وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم الاثنين، إن عمليات تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أصبحت خطيرة للغاية هذا الأسبوع، لدرجة أنه من الصعب التأكد من أن الجانبين لم يتجاوزا بالفعل عتبة الحرب "الشاملة".
وأوضحت أنه رغم أنه قيل أن عدد الصواريخ التي أطلقها حزب صغير، وتم اعتراض معظمها، فإن صور الأضرار التي لحقت بالمنازل تشير إلى أن بعضها اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي طالما افتخرت بها.
وأضافت أنه مرت خمسة أيام طويلة منذ المؤامرة غير العادية لتفجير أجهزة النداء ثم أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل 42 وإصابة أكثر من 3 آلاف، وهو الهجوم الذي يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل مسؤولة عنه. ويوم الجمعة الماضي، قتلت غارة جوية إسرائيلية زعيم حزب الله المخضرم إبراهيم عقيل في بيروت و37 آخرين.
ورأت الجارديان أن كثافة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة تشير فيما يبدو إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعدة لقبول أي شيء يفعله حزب الله ردا على ذلك.
وقالت الصحيفة إن الاعتماد على الاعتقاد بأن إسرائيل ستنتصر بشكل حاسم إذا تصاعد القتال أمر خطير، ولكن هذا يأتي أيضا في وقت قرر فيه زعماء إسرائيل أن أشهرا من ردود الفعل المتبادلة على هجمات حزب الله عبر الحدود الشمالية لم تجلب السلام، ولا يزال حوالي 65 ألف مدني إسرائيلي نازحين من منازلهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمل هو أن يرغب الجانبان في تجنب حرب برية أكثر فتكا، وإن كانت البيئة المحيطة لا تسمح حتى بالتأكد من ذلك.
وأضافت أنه رغم أن القوات الإسرائيلية كانت منخرطة في قتال مستمر ضد حماس في غزة منذ ما يقرب من عام، فإن الصراع لم يعد شديدا كما كان في السابق. وفي الأسبوع الماضي أعادت إسرائيل نشر فرقتها 98 من غزة إلى الشمال، وربما يتوصل قادتها إلى استنتاج مفاده أن السبيل الوحيد لوقف الهجمات الصاروخية هو دخول جنوب لبنان، رغم أن هذا محفوف بالمخاطر.
وبحسب الصحيفة، تشير التقديرات إلى أن حزب الله لديه ما بين 30 و50 ألف مقاتل جاهزين وعدد مماثل في الاحتياطي، وهي قوة عسكرية أكبر وأكثر قدرة من حماس، التي لا تزال تقاتل على الرغم من قرابة عام من القصف الإسرائيلي ردا على هجوم السابع من أكتوبر.