توسعت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ نحو عام، لتطول لبنان، كما طالت الضفة الغربية من قبل، في محطات يربط بينها نفس مشاهد الدمار والقتلى، التي لاتفرق بين عسكري ومدني، بل في أحيان كثيرة تستهدفهم بشكل متعمد، حتى في مراكز الإيواء والمشافي وسيارات الإسعاف.
العدوان على غزة
في اليوم الـ354 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر، وصل منها للمستشفيات 12 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 43 آخرين، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 41.467 شهيدًا، إلى جانب 95.921 مصابًا بجوار مختلفة.
إلى ذلك، طالبت اللجنة الدائمة المشتركة لعدد من المنظمات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة، بتحقيق وقف فوري ومستدام وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وذلك مع منح العاملين في مجال المساعدات الإنسانية إمكانية الوصول الآمن ودون عوائق إلى المحتاجين.
وأكدت اللجنة على أن 2.1 مليون شخص في قطاع غزة بحاجة إلى مساعدات غذائية ومعيشية عاجلة، مشيرة إلى أن خطر المجاعة في المنطقة لا يزال مستمرًا.
وأردفت:"خدمات الرعاية الصحية في غزة دمرت، إضافة إلى تسجيل أكثر من 500 اعتداء على خدمات الرعاية الصحية"، بينما تواصل إسرائيل استخدام القوة غير المتناسبة وغير الضرورية في الضفة الغربية المحتلة، هذا بالإضافة إلى تزايد عنف المستوطنين وهدم المنازل والتهجير القسري الذي يتسبب في وفيات وإصابات.
في إطار آخر، أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، بأن نحو 1200 معتقلًا من غزة في سجن "النقب"، موزعين على ثمانية أقسام، كل قسم يضم "150" معتقلًا، يواجهون جرائم تعذيب ممنهجة.
جاء ذلك استنادًا لشهادات مجموعة من معتقلي غزة القابعين في سجن "النقب"، معظمهم تعرض للإعتقال في بداية الاجتياح البري لغزة، وتضمنت شهاداتهم، تفاصيل عن جرائم التعذيب والتنكيل والاعتداءات المرعبة التي تعرضوا لها، تحديدًا في الفترة الأولى من اعتقالهم، وذلك قبل نقلهم إلى سجن "النقب".
وبحسب التقرير، فإن التفاصيل المروعة التي تعرضوا لها بشكل أساسي ارتبطت بالفترة الأولى من اعتقالهم، إلا أن هذا لا يعني أن جرائم التعذيب قد توقفت بحقهم، بل لا يزال جميع المعتقلين يتعرضون لظروف صعبة ومأساوية، وتحديدًا في المرحلة الحالية بسبب انتشار الأمراض الجلدية بين صفوفهم.
وأكد على أنه بعد مرور نحو عام على حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، فإن الاحتلال يواصل استخدام كل السياسات الممكنة والأدوات في سبيل تعذيب المعتقلين في سجونه ومعسكراته، التي تحولت إلى ساحة لعمليات التعذيب، والتي تتم بشكل لحظي.
الأوضاع في لبنان
وفي لبنان، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتصاعد على البلاد، منذ الإثنين الماضي، إلى 558 قتيلًا بينهم أطفال ونساء، و1835 جريحًا، معظمهم من المدنيين العزل الآمنين في منازلهم، وفق آخر معطيات وزارة الصحة اللبنانية.
ومنذ ذلك التصعيد، أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي، نحو 2000 قذيفة على 1500 هدف في عمق لبنان وجنوبه، في المقابل، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.
وجراء تلك التطورات، قررت وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، تمديد تعليق الدراسة في البلاد حتى نهاية الأسبوع الجاري وفتح المدارس الرسمية لاستقبال النازحين وتقديم المساعدات لهم.
وترجع خلفية التطورات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية إلى الثامن من أكتوبر الماضي، حيث تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية، ما سببب في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين البلدين.
ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.
ويؤكد حزب الله أنه مستمر في مؤازة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي شارف عامه الثاني، ما يعني أنه ما لم يتوقف ذلك العدوان، فهو مستمر في استهداف البلدات الإسرائيلية.