السبت 28 سبتمبر 2024

بعد أن أعلن جيش الاحتلال اغتياله.. أبرز المحطات في حياة حسن نصر الله

حسن نصر الله

تحقيقات28-9-2024 | 14:53

محمود غانم

أعلن حزب الله اللبناني، رسميا، اغتيال زعيمه حسن نصر الله، خلال غارات لقوات الاحتلال استهدفت المقر الرئيسي للحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أمس الجمعة، كما تم أيضًا اغتيال قائد الجبهة الجنوبية بالحزب، علي كركي، وعدد آخر من القادة.

محطات في حياة حسن نصر الله

 ولد حسن نصر الله بلبنان في الـ31 أغسطس 1960 لعائلة شيعية لم تكن متدينة، إلا أنه كان مهتمًا بدراسة أصول الدين، حيث سافر إلى مدينة النجف العراقية، فأمضى فترة في دراسة المذهب الشيعي.
وهناك التقى  بعباس الموسوي، الرجل الذي ستجمعه معه علاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس حزب الله لاحقًا.

وبعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، اضطر نصر الله على العودة إلى لبنان في عام 1979، حيث  درس وعلّم بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات.

ولاحقًا، أصبح نصر الله مندوب حركة أمل التي تربط بالطائفة الشيعية في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي، لكن بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حصل إنقسام في صفوف الحركة وظهر تيارين، أحدهما عرف بـ"حزب الله".

المشاركة في حزب الله

شارك "حسن" في تأسيس حزب الله في عام 1982، وحينها كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وفي البداية إنحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية، لكن سرعان ما تولى منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.  

وفيما بعد شغل نصر الله منصب المسؤول التنفيذي العام، ما جعله عضوًا بمجلس الشورى، الذي يعتبر أعلى هيئة قيادية ضمن الحزب.

وفي عام 1992، انتخب نصر الله أمينًا عامًا لحزب الله، خلفًا لرفيقه عباس الموسوي الذي قضى إثر غارة إسرائيلية. ومع بداية ولاية نصر الله حصل الحزب على صواريخ ذات مدى طويل، ما سمح لهم بإستهداف شمال إسرائيل رغم إحتلالها لجنوب لبنان.

وعلى أثر ذلك، قامت إسرائيل في عام 1993، بشن عملية عسكرية خلفت دمارًا واسعًا، ورغم ذلك فشلت بتحقيق أهدافها المتمثلة بتدمير حزب الله وترسانة صواريخه، وآل الأمر إلى توقيع اتفاق بين الطرفين تتوقف إسرائيل بموجبه عن هجماتها في لبنان مقابل أن يتوقف حزب الله عن قصف شمال إسرائيل.

في خضم ذلك، اضطرت إسرائيل، عام 2000، على الإنسحاب من جنوبي لبنان إثر تكبدها خسائر فادحة، ما أدى في الأخير إلى انهيار ميليشيا جيش "لحد"، التي تشكلت بدعم إسرائيلي، وفي حين هرب بعض أعضائها إلى الأراضي المحتلة، اعتقل حزب الله بعضهم وسلّمهم للسلطات القضائية لمحاكمتهم، ووسط ذلك كله حظي الحزب بشعبية جارفة في العالم الإسلامي نظرًا لتلك التطورات.

عملية الوعد الصادق 

في الـ12 يوليو 2006، شن حزب الله بقيادة نصر الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنديين إسرائيليين، وذلك بهدف مبادلتهم مع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وكما هو متوقع شنت إسرائيل حربًا مدمرة على لبنان، واستمرت المعارك لمدة 34 يومًا، لم تححق فيها إسرائيل أيًا من أهدافها، لكنها قتلت أكثر من 1300 لبناني معظمهم من المدنيين.

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الـ14 من أغسطس بوساطة الأمم المتحدة من خلال القرار 1701، الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية ونشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية

جبهة الإسناد

مع شن الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، فتح حزب الله في اليوم التالي ما يعرف بـ"جبهة إسناد"، حيث يقول إنه يؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، وترهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

وفي غضون تلك المدة درج حزب الله على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي، ما سبب في نزوح عشرات الآلف من قاطنيها.

وعلى خلفية تلك التطورات، اعتبرت "تل أبيب" إعادة سكان الشمال إلى منازلهم أحد أهداف الحرب المعلنة على غزة، ولم يمضي سوى سويعات عن ذلك الإعلان، حتى ضربت لبنان سلسلة متلاحقة من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية بأيدي من يحملونها، أسفرت عن مقتل 37 شخصًا، فضلًا عن إصابة ما يزيد عن 3000 آلاف شخص، هذا بالإضافة إلى شن غارات مكثفة على الأراضي اللبنانية خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وفي خطاب، ألقاه نصر الله، في أعقاب تلك الهجمات، أكد بشكل واضح أن جبهة لبنان لن تتوقف عن إسناد قطاع غزة، قبل أن تتوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، متحديًا الحكومة الإسرائيلية بأنها لن تستطع إعادة سكان الشمال إلى منازلهم دون تحقيق ذلك.

واليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي  "نجاح" عملية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، في غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة، فيما اعترف حزب الله باغتيال زعيمه بعد ذلك بوقت قصير.