السبت 28 سبتمبر 2024

هل تتوغل إسرائيل في لبنان بريا؟.. خبير يشرح التفاصيل (خاص)

التوغل في لبنان

تحقيقات28-9-2024 | 21:49

محمود غانم

تشير المؤشرات وبقوة إلى أن إسرائيل تتأهب للتوغل في الأراضي اللبنانية، إذ قام جيشها باستدعاء ثلاث كتائب بزعم تعزيز دفاع القيادة المركزية، بحسب ما أورده اليوم السبت.

 وبالأمس جند جيش الاحتلال لواءي احتياط للقتال على الجبهة الشمالية، مع حشد دبابات وآليات حربية ثقيلة على الحدود مع لبنان، بهدف السماح بمواصلة الجهود القتالية وضرب القدرات العسكرية لحزب الله وخلق الظروف لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وفق قوله.

ومع اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر، لا يتوقع إلا أن تؤول الأمور إلى مزيد من التصعيد، حيت حذر جيش الاحتلال من أن البلاد تترقب أيامًا صعبة على إثر ذلك، ما اضطره إلى فرض قيود على التجمعات اعتبارًا من اليوم السبت تحسبًا لأي تصعيد.

وفي المقابل، أكد حزب الله مواصلة العمل في مواجهة العدو وإسناد غزة وفلسطين والدفاع عن لبنان، معلنًا أنه استهدف بقذائف صاروخية ومدفعية 5 مستوطنات وقاعدة للجيش وموقعًا عسكريًا شمال إسرائيل.

وفي هذه الأثناء، قال البيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن، وجه البنتاجون لتقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة حسبما يقتضي الأمر لتحسين الردع وضمان حماية القوات ودعم جميع الأهداف الأميركية.

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها لم تكن على علم بالهجوم على نصر الله، ولم تشارك فيه، داعية إلى تجنب إيصال الأوضاع إلى حرب شاملة.

ردع بالتهديد بإستخدام القوة

ومن بعد نظرة يلقها على مجريات الأوضاع وما تحمله من التطورات، يقول اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن إسرائيل تستهدف من وراء التصعيد في لبنان إعادة سكان الشمال، وفي سبيل ذلك أنزلت العديد من الخسائر في صفوف حزب الله اللبناني، دون أن تخوض أي معارك برية.

وأوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن هناك أنباء تشير إلى أن حزب الله قام بسحب عناصر قوة الرضوان من العراق وسوريا واليمن، لكن بالنظر على الجانب الآخر نجد أن إسرائيل حققت العديد من أهدافها قبل مجئ هؤلاء العناصر، لذا لو كانت تنوي التوغل في الأراضي اللبنانية كانت أقدمت على ذلك قبل هذا التوقيت.

وأضاف الخبير الإستراتيجي، إن إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم جاء لأسباب اقتصادية، لأنهم يقطنون فنادق، بمعنى أن تلك العملية ترمي إلى رفع تلك الأعباء الاقتصادية الملقاة على الحكومة.

وبناء عليه، يؤكد الغباري، أن ذلك الحشد القائم على الحدود يندرج تحت بند "ردع بالتهديد باستخدام القوة"، بمعنى أن التوغل في الأراضي اللبنانية مستبعد، لأنها حققت ما تريده من خلال الضربات الجوية.

وبشكل أوضح، التوغل البري سيسبب لإسرائيل العديد من الخسائر، على غرار الحاصل في عام 2006، التي لا تتحملها في الوقت الراهن، حسبما يذكر الغباري.

وحول الدور الإيراني، يستبعد الغباري أن يكون لطهران أي دور في المجريات الراهنة، لأنها تعمل لصالحها فقط لا غير، فهي تقدم المدد ما دمت قادرًا على الوقوف، أما في حال الانتكاس تنسحب من المشهد، كما حصل في غرة بالضبط.