"كان هناك أمل صغير، هذا ما أخبرني به الطبيب عن طفلي، ذهبت وعدت، لم أجد لا طفلي ولا الطبيب، ولا المستشفى".. مقولة عابرة غزت منصات التواصل الاجتماعي عقب مجزرة جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، والتي أسفرت عن سقوط المئات بين شهيد وجريح.
المجزرة ذاتها اعتبرت اعتداءًا سافرًا على القانون الدولي الذي يجعل من المشافي خطوطًا حمراء، في أي حرب أو نزاع، يحظر الإقتراب منها.
مجزرة المعمداني
في الـ17 من أكتوبر الماضي، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد على قصف مستشفى المعمداني، حيث شن طيران الاحتلال غارة عنيفة ضد المشفى الذي كان يضم العشرات من الجرحى، فضلًا عن مئات النازحين المدنيين، ما خلفهم أشلاء متفرقة محترقة، وسط بركة من الدماء، وعلى إثر ذلك استشهد 500 فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال.
وسارع جيش الاحتلال إلى إخلال مسؤوليته عن الهجوم، قائلًا:"إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في القطاع"، بالمقابل وصفت "الجهاد" هذه التصريحات بالأكاذيب واتهمت إسرائيل بالعمل على التهرب من المسؤولية عن جريمتها.
والحقيقة، فإن الأدلة تواترت مؤكدة على أن جيش الاحتلال هو من ارتكب تلك المجزرة البشعة، فآنذاك، تبنى المتحدث بإسم الإعلام الرقمي للجيش قصف المشفى، قائلًا:"سلاح الجو الإسرائيلى يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة..، من المؤسف أن حماس تطلق الصواريخ من المستشفيات"، لكن سرعان ماحذفت التغريدة، وعلق بتغريدة أخرى:"في وقت سابق نشرت خبراً عن رويترز حول القصف على مستشفى في غزة، الذي ذكر بشكل خاطئ أن إسرائيل قصفت المستشفى".
إدانات دولية
وأثارت تلك المجزرة موجة غضب واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، لكن الاحتلال اعتبرها كمقدمة لسلسة مجازر أخرى لاتزال متواصلة حتى الآن.
وبدورها، أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة، يعد جريمة إبادة جماعية وكارثة إنسانية تتحمل إسرائيل كامل المسؤولية عنها والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية.
ومن جهتها، اعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية.
كما أدانت المملكة العربية السعودية بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدى لوفاة المئات من المدنيين، من بينهم أطفال وجرحى ومصابين.
فيما أعربت البحرين عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين للقصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، والذي أسفر عن وفاة وإصابة المئات من المواطنين الأبرياء، معبرة عن خالص تعازيها ومواساتها لأسر وذوي الضحايا وأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
من جانبها، اعتبرت الأردن هذه الحادثة جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها، وعلى إسرائيل أن توقف عدوانها الغاشم على غزة فورًا، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ويشكل خرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وحذرت من أن هذه الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا يحمد عقباها، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية.
وفي الإطار نفسه، أدانت دولة قطر بأشد العبارات القصف الإسرائيلي على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، واعتبرته في بيان "مجزرة وحشية، وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل، وتعدياً سافراً على أحكام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي".
بينما أكدت العراق تضامنها الحكومي والشعبي مع أبناء القدس الشريف، مطالبة "بوقف الهجمات العدائية على الآمنين فيها، والتي تعد انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية".
أوروبيًا، أكدت فرنسا على أن لا شيء يمكنه أن يبرر قصف مستشفى ولا شيء يمكنه أن يبرر استهداف المدنيين.
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، إنه "غاضب ويشعر بالحزن العميق بسبب الانفجار الذي وقع في مستشفى الأهلي المعمداني في غزة"، وأضاف أن الولايات المتحدة "ستواصل جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط".
وأضاف: "الولايات المتحدة تؤيد بشكل لا لبس فيه حماية حياة المدنيين أثناء الصراع، ونحن نشعر بالحزن على المرضى والعاملين الطبيين وغيرهم من الأبرياء الذين قتلوا أو جرحوا في هذه المأساة".
أمميًا، أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي المعمداني شمال قطاع غزة، الذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات وفق التقارير الأولية.