السبت 19 اكتوبر 2024

الانتخابات الأمريكية ليست بعيدة عن الشرق الأوسط.. انقلاب في استطلاعات الرأي

هاريس - ترامب

تحقيقات18-10-2024 | 22:35

محمود غانم

الشرق الأوسط.. صراع ممتد على نحو عام، في منطقة يمكن الجزم بأنه لا يوجد أخرى تعادل نفس أهميتها على سطح العالم، مما يجعلها تحظى بأهمية من القوة العظمى، وفي مقدمة ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، التي على مشارف سباق تاريخي يبرز فيه احتدام التنافسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

ولم تكن الولايات المتحدة بمعزل عن الصراع الدائر في الشرق الأوسط، لاسيما حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، التي تشنها بدعم أمريكي لامحدود على الصعيد العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الواسع، ما جعل ذلك يخيم بقوة على الانتخابات الرئاسية المقررة لها في الخامس من نوفمبر المقبل.

وبات ذلك الدعم المقدم بدون قيد أو شرط عاملًا رئيسيًا قد يجعل الناخبين المسلمين والعرب، يحجمون عن التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة على اعتبار أنها جزء من الإدارة التي تقدم ذلك الدعم، بصفتها نائبة الرئيس جو بايدن.

وتتجلى تلك المعضلة أمام الحزب الديمقراطي، حيث تمثل تلك الأصوات أحد الركائز التي يعتمد عليها أمام منافسه الجمهوري، وبرغم من أن تلك الأصوات ليست بالقوة التي توصل إلي البيت الأبيض، لكنها في الوقت نفسه، قد تؤدي بشكل غير مباشر إلى حرمان المرشح من المكتب البيضاوي.

 انحسار الدعم

وقبيل أيام قليلة من دخول السباق الانتخابي محطاته الأخيرة، فإن الدعم يتقلص من حول هاريس تدريجيًا، حيث أعلنت العديد من المنظمات المسلمة التي دعمت من قبل جو بايدن عام 2020، وهيلاري كلينتون في 2016 ضد ترامب، رفضها لـ هاريس، ما يضغط على هاريس؛ للخروج على سياسة "بايدن" بشأن إسرائيل إذا رغبت في جذب هذه الأصوات إلى جانبها.

لكن هاريس من جهتها تواصل التأكيد على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، رغم كل مشاهد الدمار التي خلفتها في قطاع غزة، بحجة القضاء على حركة حماس، وإعادة المحتجزين، إلا أنها في الحقيقة لم تحقق أي إنجاز يذكر سوى على صعيد قتل المدنيين العزل.

ومؤخرًا، ذكرت هاريس، إن إيران هي التهديد الأول للولايات المتحدة؛ لأنها تشكل تهديدًا لإسرائيل، معربة عن دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها من إيران ووكلائها الذين وصفتهم بـ"الإرهابيين" في المنطقة.

في غضون ذلك، أظهر استطلاع رأي حديث أجراه المعهد العربي الأمريكي، أن 46 بالمائة من الناخبين العرب سيدعمون الرئيس السابق ترامب، مقابل 42 بالمائة فقط، قالوا إنهم سيدعمون هاريس، فيما قال 12 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم سيصوتون لحزب ثالث.

في السياق ذاته، أفاد استطلاع رأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في سبع ولايات حاسمة أن ترامب يتفوق على هاريس فيما يتعلق بتعامل الولايات المتحدة بشكل أفضل مع ملفي الحرب بين روسيا وأوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.

وإجمالًا، تقدم ترامب على هاريس في الولايات السبع الحاسمة بتسجيل 50 بالمائة مقابل 39 بالمائة، فيما يتعلق بالقدرة على التعامل بشكل أفضل مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما تقدم ترامب بتسجيل 48 بالمائة مقابل 33 بالمائة في التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة.