تتمتع مصر المحروسة وخاصة القاهرة بوجود العديد من الشوارع التي لها تاريخ، وتحكى سير شخصيات لها أدوار في التاريخ، ومن ضمن هذه الشوارع شارع «بين القصرين» الذي يعد أحد أبرز شوارع القاهرة التاريخية في حي «الحسين» حيث نشأة أديب نوبل نجيب محفوظ.
شارع بين القصرين هي المنطقة أو الشارع التي تقع على طول شارع المعز لدين الله الفاطمي في وسط القاهرة الإسلامية في العصور الوسطى، وحتى يومنا هذا، تأسست في عهد الدولة الفاطمية بين القصر الشرقي الكبير الذي بني للخليفة المعز لدين الله والقصر الغربي الصغير الذي بني للخليفة العزيز بالله ابن المعز، وقد ذكر أن هذا الشارع كان يسع لعشرة آلاف جندي.
وأصبح الشارع فيما بعد موقعًا للعديد من العمائر الأثرية التي شيدت خلال العصور الأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، والعديد من هذه المعالم التاريخية لا تزال قائمة حتى اليوم.
يتكون شارع بين القصرين من جزأين رئيسيين: القصر الشرقي الكبير، وهو الأول الذي بناه جوهر الصقلي عام 970 لوصول الخليفة المعز لدين الله وهو الذي رسمه وصممه بنفسه، والقصر الغربي الذي أضيف في عهد ابنه العزيز بالله.
يواجه القصران بعضهما البعض شارع وهو الذي عرف باسم «بين القصرين»، بمجرد بناء قصر العزيز بالله الأصغر "الغربي"، وقد تم عبور منطقة بين القصرين بواسطة أنفاق تحت الأرض أتاحت للخليفة التنقل ذهابًا وإيابًا بين القصر وحدائق الخليفة غربًا، وساعدت هذه الأنفاق ذات الاستخدام الخاص الخليفة والمسؤولين الملكيين على تجنب التجمعات الأكبر من المتوقع وعبور المنطقة بشكل غير واضح.
يضم شارع بين القصرين مجموعة معمارية أثرية كبيرة ومنها: مجموعة قلاوون، وقبة الصالح نجم الدين أيوب، ومسجد ومدرسة برقوق، وغيرها من الأثار المتنوعة.