تتمتع مصر المحروسة وخاصة القاهرة بوجود العديد من الشوارع التي لها تاريخ، وتحكى سير شخصيات لها أدوار في التاريخ، ومن ضمن هذه الشوارع شارع مجرى العيون الذي يبدأ من منطقة فم الخليج بمصر القديمة وينتهي عند باب القرافة بالسيدة عائشة، وفي السطور التالية نتعرف على نشأة الشارع وسبب التسمية.
سبب التسمية
سمي بهذا الاسم نسبة إلى سور مجرى العيون الموجود في تلك المنطقة.
نشأة الشارع
لم يكن في الأصل شارع لسكن المواطنين ومرورهم بل كان مكاناً خالياً يتوسط المسافة الفاصلة بين مصر القديمة حيث فسطاط عمرو بن العاص والقاهرة الفاطمية، وقد كان هاجس إمداد القلعة بالمياه منذ بنائها ونقل مقر الحكم إليها يقض مضجع الملوك والسلاطين، فحفر صلاح الدين الأيوبي بئر لتوصيل المياه للقلعة وعرف باسم" بئر يوسف" ولكنه لم يكن كافيا لتلبية احتياجات القلعة من المياه في العصر المملوكي.
ورأى مهندسو حكومة السلطان محمد بن قلاوون أن هذه المنطقة صالحة لتنفيذ مشروع مائي كبير لرفع ونقل المياه من منخفض نهر النيل غرب الشارع إلى مرتفع قلعة صلاح الدين الأيوبي شرق الشارع، فأنشاء المهندسون سوراً ضخماً من بداية الشارع حتى نهايته يحمل قناة صغيرة فوق مجموعة ضخمه من القناطر (العقود المدببة) تنتهى بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة لتزويد القلعة بالمياه الكافية، ويعتبر سور مجرى العيون من أعجب المشاريع المعمارية المائية.