اكتشف العلماء في القدس قطعة من جرة طينية تعود للعصر العباسي كانت تحمل مخالب قطة يبدو أنها تركت آثارها على سطح الإبريق عندما كان لا يزال رطبًا قبل تجفيفه وحرقه.
ووفقا لما نشره موقع Livescience، يرجع هذا الأبريق إلى ما قبل 1200 عام من أقدم الأدلة الأثرية على سلوك "العجن" لدى القطط، وهو السلوك الذي تقوم به باستخدام مخالبها لتدليك سطح معين، وهو أمر شائع في سلوكيات القطط حتى اليوم.
وعلق علماء الآثار على هذا الحدث أنه إضافةً إلى القيمة التاريخية والأثرية للبصمة، حيث عكس هذا الاكتشاف أهمية القطط في الثقافة الإسلامية خلال العصر العباسي.
فقد عُرفت القطط بأنها حيوانات مكرمة في الحضارة الإسلامية، وذُكر أنها كانت محبوبة عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ وردت قصص تشير إلى تعامله بلطف مع القطط، وكان من الشائع آنذاك اقتناء القطط كحيوانات أليفة في البيوت الإسلامية سواء في الماضي أو الوقت الحاضر.
وتميز العصر العباسي بالتنوع الثقافي والديني، حيث كانت القدس تضم سكانًا من جميع الأطياف والأديان وكان للحيوانات الأليفة كمواضيع تُعبّر عن تفاعل المجتمع مع محيطه البيئي.
الفخاريات القديمة وآثار الحيوانات
تعتبر بصمات الحيوانات على الفخار من المعالم الشائعة في الآثار، وغالبًا ما تحمل الفخاريات علامات تعود لطائر أو ورق شجر أو حتى حيوانات صغيرة كالزواحف، إلا أن ما يجعل هذا الاكتشاف فريدًا هو توثيق عملية العجن، حيث تظهر البصمة بشكل يوحي بأن القطة كانت تمارس هذا السلوك عن قصد وليس مجرد مرور عابر، فأضاف هذا البعد مزيدًا من الأهمية على التفاعلات المباشرة بين القطط والبيئة المحيطة بها في تلك الفترة.
الفخار كدليل أثري على حياة الناس وحيواناتهم
تجسد آثار المخالب على الفخار القديم صورًا حية للحياة اليومية وتعايش الكائنات المختلفة في العصور القديمة، فقد كانت هذه الفخاريات تُستخدم لأغراض متعددة في المنازل، كحمل المياه أو الزيت أو النبيذ، مما يعني أن القطط كانت جزءًا مألوفًا من هذه البيئات السكنية.
وعثر فريق التنقيب أيضا على بصمات صغيرة لأصابع أطفال، مما يشير إلى أن الأطفال ربما كانوا يساعدون في عمليات صنع الفخار، ويعكس الدور الاجتماعي للأسرة في تلك المجتمعات.