الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الست الدوغري.. نادية عبده.. أول سيدة محافظ

  • 2-3-2017 | 09:41

طباعة

بقلم : تهاني الصوابي

نادية أحمد عبده صالح، أول سيدة مصرية تتقلد منصب محافظ في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فما أشبه اليوم بمطلع الستينيات عندما كانت الدكتورة حكمت أبو زيد أول سيدة تتولى منصب وزيرة للشئون الاجتماعية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد سنوات طوال عجاف حرمت فيها المرأة المصرية من تولى مناصب قيادية حقيقية.

البداية في الستينيات عندما فاجأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المصريين والعالم العربي بل العالم أجمع بتعيين أول سيدة في منصب وزيرة لتتوالى المناصب والمكاسب للمرأة المصرية في عهده، ولتصبح فترة الستينيات العصر الذهبي للمرأة المصرية، وها هو اليوم نعيش مرة أخرى أجواء الستينيات، وتبوأ المرأة المراكز القيادية مرة أخرى إيمانا من القيادة السياسية بأن المرأة المصرية تستحق الكثير والكثير بعد أن كان لها دور كبير وقوي وملموس خلال ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، وكانت الصوت الأعلى والعامل الأقوى والمؤثر في نجاح الثورتين لما تتمتع به من بصيرة ورؤية ثاقبة لمجريات الأحداث التي تفاعلت معها من أجل تغيير واقع أليم عاشه الشعب المصري على مدى سنوات.

السيدة نادية عبده الملقبة بالمرأة الحديدية أو الست الدوغري وغيرها من الألقاب لما تتمتع به من صلابة في مواجهة الأزمات وصرامة في اتخاذ القرارات وتنفيذها، تستحق الإعجاب والإشادة بها ليس فقط لكونها أول سيدة تنال شرف هذا المنصب، ولكن لتاريخها المشرف على مدى سنوات طويلة منذ تخرجها في كلية الهندسة منتصف الستينيات من القرن الماضي، وحصولها على درجة الماجستير في الهندسة الصحية من جامعة الإسكندرية عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين، حيث تدرجت في الوظائف والمناصب التي أثبتت فيها كفاءة وخبرة حتى تولت منصب نائبة فنية لشركة مياه الشرب بالإسكندرية، ثم رئيسة مجلس إدارة الشركة عام ألفين واثنين، ثم مستشارة بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ثم نائبة محافظ البحيرة في أغسطس عام ألفين وثلاثة عشر، ونائبة رئيس الهيئة العليا للحكماء للمجلس العربي الأفريقي للتكامل والتنمية.

حقيقة الأمر أن القيادة السياسية في البلاد تبحث دائما عمن هو جدير بالمنصب وتضعه في المكان المناسب حتى ولو بعد حين، وهو ما حدث مع السيدة نادية عبده التي صرحت خلال مقابلة تليفزيونية أنها تلقت مكالمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام ونصف عندما كانت نائبة لمحافظ البحيرة للاطلاع على دورها المهم والمبتكر في تدوير مخلفات القمامة بالمحافظة، إلى جانب دورها في خفض معدلات الإصابة بفيروس "سي"، وارتفاع نسب الشفاء بالمحافظة، وزيادة محطات مياه الشرب، ومواجهة السيول وغيرها من الإنجازات والأفكار المبتكرة في حل المشكلات، والتي أهلتها لتولي منصب محافظ لمحافظة من أكبر محافظات مصر، وأكثرها تعقيدا لطبيعة موقعها ومناخها وتشعب أطرافها.

السيدة نادية عبده لديها أحلام وطموحات وخطط لاستكمال المشروعات القومية على أرض المحافظة، خاصة فيما يتعلق بأزمات مياه الشرب والري ونقص الخدمات في القرى النائية، وسرعة إنجاز المشروعات التنموية في عام على الأكثر حسب تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب التكليف لها، إضافة إلى حلمها في ضخ استثمارات جديدة بالمحافظة منها منطقة لوجستية بمنطقة إدكو الساحلية، وإنشاء مصنع الإنتاج الورقي برشيد باستثمارات صينية وشراكة مع مؤسسة الأهرام الصحفية.

حقيقة الأمر أن السيدة نادية عبده لم تكن مفاجأة القيادة السياسية الوحيدة للمرأة المصرية في بداية عام المرأة فقط، لكن التعديلات الوزارية الأخيرة شهدت تولي السيدة سحر نصر حقيبتين وزاريتين هامتين وهما الاستثمار والتعاون الدولي كأول سيدة تجمع بين هاتين الوزارتين، وكذلك تولي الدكتورة هالة السعيد عميدة كلية السياسة والاقتصاد بالانتخاب سابقا منصب وزيرة التخطيط كأول سيدة تتولى هذه الحقيبة التي كانت حكرا على الرجال وغيرها من المفاجآت التي قدمتها القيادة السياسية في بداية عام تمكين المرأة وهي تعد بداية مبشرة ومطمئنة، بأن عام ألفين وسبعة عشر سوف يشهد العديد من المفاجآت والتمكين، وهو ما كان متوقعا من السيد الرئيس الذي يؤمن إيمانا كبيرا بقدرات وإمكانيات المرأة المصرية في تولي المهام الصعبة، فشكرا سيادة الرئيس، وفي انتظار المزيد للمرأة المصرية في مختلف المواقع.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة