ساعات ونعرف من هو الساكن الجديد للبيت الابيض لأربعة سنوات مقبلة، ترامب أم هاريس .. فقد جاء يوم الانتخابات الذى انتظره الأمريكيون ومعهم العالم كله تقريبا .. روسيا والصين وإيران وإسرائيل وأوروبا وأيضاً العرب وأهل منطقة الشرق الأوسط ، فى ظل انقسام أمريكى واضح ترجمته استطلاعات الرأى العديدة التى تعادل فيها تقريبا كلا المرشحين الجمهورى والديمقراطي، وأيضاً فى ظل تفاوت فى الرغبات العالمية فى فوز أيا منهما ربما عكسته بوضوح رغبة الحليفين الروسى والصينى بخصوص الرئيس الأمريكى الجديد .. فبينما يتطلع الروس لفوز ترامب يفضّل الصينيون فوز هاريس !
وبالنسبة لنا نحن العرب فإننا نفاضل بين الأخطر والأكثر خطورة بالنسبة لنا .. فكلاهما لا يخفى تأييده الواضح ودعمه الصريح لإسرائيل وقد ظهر ذلك بجلاء خلال الحملة الانتخابية لهما.. كما ظهر أيضا فى الممارسات السياسية لكل منهما.
فإن هاريس نائبة الرئيس بايدن عضو مهم في الإدارة الأمريكية التى دعمت إسرائيل فى حربها الوحشية ضد أهل غزة ثم أهل لبنان، ورفضت شهورا طويلة وقف هذه الحرب وأمدت اسرائيل بالأسلحة التى تقتل بها الفلسطنيين ثم اللبنانيين ، ووفرت الحماية السياسية لإسرائيل فى المحافل الدولية، وحتى عندما بدأت تهتم بالتوصل لهدنة سواء فى غزة ولبنان لم تُمارس ضغطا على إسرائيل للقبول بهذه الهدنة، مثلما حدث فى مسألة المساعدات لأهل غزة .. وإذا كانت هاريس تعهدت خلال حملتها الانتخابية بوقف الحرب إلا أنها تعهدت فى ذات الوقت بدعم إسرائيل بالكامل .. ولذلك اتجه عددا من الناخبين الأمريكيين من أصول عربية لمنح أصواتهم لمرشحة حزب الخضر وحجبها عن هاريس.
أما ترامب فهو الرئيس الأمريكى الأول الذى اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ضاربا بحقوق الفلسطينيين فى تلك المدينة، وعندما سعى لحل القضية الفلسطينية وعرض ما أسماه صفقة القرن تجاهل أيضا حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة واهتم فقط بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية مع تعويض الفلسطينيين ببعض الأموال ليعيشوا أفضل تحت الاحتلال ! .. وخلال حملته الانتخابية قال إنه سوف ينهى الحرب فى فلسطين ولبنان ولكنه لم يقل كيف سوف ينهيها إلا أنه أعرب عن رأيه بأن مساحة إسرائيل صغيرة وسوف يساعدها على زيادة هذه المساحة ، ولن يكون ذلك إلا على حساب الفلسطنيين سواء فى الضفة الغربية أو غزة أو القدس ، وهذا ما تعمل له الآن حكومة نتنياهو بما تفعله الآن فى كل الأراضى الفلسطينية وأيضاً اللبنانية من مجازر وتدمير للمنشآت والمنازل.
وهكذا نحن أمام مرشحين كلاهما خطر على الفلسطينيين وبالتالى علينا لأنهما ينتهجان استراتيجية لدعم إسرائيل .. أحدهما أقل خطورة وهى هاريس التى سوف تسير على درب بايدن مع بعض التعديلات الهادفة لوقف الحرب فى غزة ولبنان، وهى إذا انتخبت ستكون أكثر قدرة من بايدن على ذلك الذى استتثمر نتنياهو ضعفه فى أيامه الأخيرة فى البيت الأبيض .. أما الثانى فهو أكثر خطورة لأنه سيدعم إسرائيل فى التوسع فى الاستيطان الإسرائيلى بالضفة الغربية وتهويد القدس لتوسع مساحتها وسيقوم حل الدولتين حتى ولو سعى لوقف الحرب !