تشعر عدد ليس بقليل من النساء بالفراغ العاطفي، عندما لا تكون محاطه بالآخرين، حيث تربط سعادتها بشكل كامل بمن حولها، ولذلك نتساءل لماذا يعتمد البعض على غيرهم لأجل الحصول على الحب والأمان وغيره من المشاعر؟، وكيف نتخلص من الاعتماد العاطفي في حالة وجوده؟.
ومن جهتها قالت الدكتورة نورا رؤوف، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسرية، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، تظن الكثير من النساء أن السعادة الحقيقية تكمن في العلاقات مع الآخرين، وهذا الاعتقاد صحيح إلى حد كبير، حيث أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يبحث عن الانتماء والحب والدعم، ومع ذلك، هناك فرق شاسع بين بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والاعتماد العاطفي المفرط، فالمعاملات الإنسانية لابد وأن تبنى على الحب الصادق وخاصة بين الشريكين، وأن يكون هناك وعي متبادل وعدم ابتزاز للمشاعر واستغلال للطرف الآخر، ما يجعله يعتمد عليه ويخشى على الهجر منه.
وأوضحت أخصائية الصحة النفسية، أن الاعتماد العاطفي هو حالة نفسية تتجلى في الاعتماد الكامل على شخص آخر لتلبية احتياجاتنا العاطفية والاجتماعية، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالضعف والعجز، وهناك الكثير من أسباب الاعتماد العاطفي ومنها ما يلي:
-قد يؤدي الأسلوب التربوي القائم على الإفراط في الحماية أو التوقعات غير الواقعية، إلى نمو الشعور بالاعتماد على الآخرين.
-العلاقات الرومانسية الفاشلة أو الخيانات، والتي تجعل الشخص يشك في قدرته على بناء علاقات صحية في المستقبل.
-الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الثقة بالنفس، يميلون إلى البحث عن التقدير والإثبات من الآخرين.
- الخوف من الرفض والعزلة، يدفع الأشخاص إلى التشبث بأي علاقة، حتى لو كانت غير صحية.
وأكملت أن الاعتماد العاطفي يؤثر بشكل كبير على أصحابه، حيث يؤدي بهم إلى:
-فقدان الاستقلالية، حيث يصبح الشخص غير قادر على اتخاذ قرارات مستقلة أو تحقيق أهدافه الشخصية.
- الشعور بالضياع، حيث يفتقد الشخص للهوية الشخصية ويعتمد على الآخرين لتحديد قيمته.
-يدخل الشخص في علاقات غير صحية مبنية على التلاعب والاستغلال.
- يؤدي الاعتماد العاطفي، إلى الإرهاق العاطفي والنفسي.
ونصحت النساء التي تعتمد عاطفياً على الآخرين لأجل الشعور بالسعادة أو الحب أو الحياة بشكل عام، بضرورة القيام بالآتي:
-العمل على تطوير المهارات والقدرات الشخصية، والاحتفاء بالإنجازات، والاعتراف بالقيمة الذاتية.
-بناء علاقات صحية مع الأصدقاء والعائلة، والانخراط في أنشطة اجتماعية.
-التعبير عن المشاعر والأفكار بصراحة ووضوح، والاستماع إلى الآخرين بفعالية.
-وضع حدود واضحة في العلاقات، والتمسك بها بحزم.
واختتمت مؤكدة، على أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الاعتماد على الآخرين، بل من تحقيق التوازن بين العلاقات الاجتماعية والنمو الشخصي، فعندما نكون واثقين من أنفسنا وقادرين على بناء تعاملات صحية مبنية على الاحترام المتبادل، نصبح قادرين على تحقيق السعادة والاستقرار في حياتنا، وأن متعة الحياة وقتية ومن الممكن أن نحصل عليها من خروجه أو القيام بتسوق أو غيره، ولكن السعادة لابد أن تكون نابعة من داخلنا حتى تظل معنا ولا تنتهي.