أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن سعادته بزيارة رئيس إستونيا ألار كاريس، والوفد المرافق له لمصر والكنيسة القبطية، مؤكدا أن مصر بلد له خصوصية على مستوى التاريخ والجغرافيا، حيث يعيش المصريون حول نهر النيل ويرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأرض الوطن، ويعتبرون أن النهر هو الأب، والأرض الأم.
وقال البابا تواضروس – خلال لقائه اليوم الأربعاء مع الرئيس الاستواني – إن مصر دولة لها تاريخ طويل وحضارة غنية، بفعل تراكم العديد من الحضارات فيها، مثل الحضارات المصرية القديمة، والمسيحية، والإسلامية، والبحر متوسطية والعربية وغيرها، مؤكدا أن وحدة الشعب المصري هي وحدة طبيعية نتجت عن الحياة حول النهر فلا يمكن التفرقة بين المصري المسيحي والمصري المسلم فكلهم مصريون، كما أن العائلة المقدسة زارت مصر وجالت فيها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، فتباركت بتلك الزيارة.
وحول الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال قداسة البابا: "الكنيسة بدأت في الإسكندرية على يد القديس مار مرقس الرسول الذي استشهد أيضًا فيها، وكلمة قبطي تعني مصريا، وكنيسة الإسكندرية تتميز بالإيمان، والاستشهاد، والرهبنة التي بدأت بالراهب "أنطونيوس" الذي يوجد له دير بالقرب من البحر الأحمر، شرقي مصر.
وبالنسبة لعلاقة الكنيسة القبطية بكافة أركان الدولة، أكد أن للكنيسة علاقات طيبة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، والحكومة والبرلمان، والمؤسسة الإسلامية الرسمية (الأزهر) ومع الكنائس المختلفة في مصر والعالم، لافتا إلى الدور الروحي للكنيسة والدور الاجتماعي الذي من خلاله تعطي المحبة المسيحية صورة عملية، عن طريق تأسيس المدارس والمستشفيات التي تفتح أبوابها لكل المصريين دون تفرقة،حيث نسعى إلى ترسيخ السلام والمحبة في كل مكان.
وأشاد قداسة البابا تواضروس بقانون بناء الكنائس الذي أقرته مصر في عهد الرئيس السيسي كثمرة لثورة المصريين في 30 يونيو 2013 ، حيث أتاح الفرصة للمسيحيين أن يمارسوا عبادتهم دون تعطيل، بالإضافة إلى وجود خدمة مدارس الأحد التي يتربى فيها أبناء الكنيسة منذ الصغر، ويدرسون الكتاب المقدس، والعقيدة والطقس الكنسي واللغة القبطية وغيرها من العلوم الكنسية.
من جهته، أعرب الرئيس "الأستونى عن شكره لقداسة البابا تواضروس على حسن الاستقبال، منوها بحرصه على زيارة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ضمن برنامج زيارته لمصر، لافتا إلى أن بلاده تتمتع بتراكم رصيد غني من تأثيرات الثقافات المختلفة التي تواجدت فيها، مثل الروسية والبولندية والدنماركية وغيرها، وبها العديد من الكنائس، معربا عن سعادته بزيارة مصر التي زارها من قبل مرتين.
وأعرب عن أمله في زيادة التعاون بين البلدين، وبين الجامعات في مصر وإستونيا، ولا سيما وأن بلاده تعطي أهمية خاصة للتعليم، وأن كافة الأعمال في "إستونيا" تتم بالأسلوب الرقمي.
وعقب انتهاء الجلسة، دون الرئيس الإستوني كلمة في سجل كبار الزوار، كما تفقد مبنى الكاتدرائية المرقسية من الخارج واستمع لشرح عنها من قداسة البابا.