نحتفل في 16 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتسامح، وهو مناسبة للأحتفال بأهمية التسامح في حياتنا، ولأن الأطفال هم مرآة المجتمع ، فإن تعليمهم قيمة العفو مع الآخرين أمرا واجب على كل أم، ومن منطلق ذلك نستعرض مع خبيرة تربوية نصائح عملية تساعد الوالدين على غرس مهارة الغفران في نفوس الصغار.
ومن جهتها أكدت الدكتورة ريهام أحمد عبد الرحمن، باحثة الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التسامح هو جوهر الأخلاق الحميدة وركيزة أساسية لبناء شخصية متوازنة وسوية ، فغرس قيمة العفو في نفوس أطفالنا منذ الصغر هو استثمار في مستقبلهم، فالأولاد المتسامحون هم أكثر سعادة وتكيفاً مع المجتمع، ولديهم القدرة على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، ومن الممكن تنمية تلك المهارة لديهم عن طريق النقاط الاتية:
- على الوالدين أن يكونوا هم القدوة الأولى لأبنائهم، فالأطفال يتعلمون أكثر مما يُقال لهم من خلال مراقبة سلوكيات آبائهم وأمهاتهم ، فعندما يشاهد الصغير أباه يحترم أمه ويعتني بها، ويتعامل معها بلطف، فإنه يتعلم أن هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين.
- عندما يرى الأطفال أن آبائهم وأمهاتهم يتعاملون بمحبة واحترام، فإنهم يكتسبون قيمًا أخلاقية سامية مثل التسامح، الصبر، والتعاون، كما إن تجنب الخلافات الزوجية أمام الأبناء ليس مجرد سلوك حضاري، بل هو استثمار في مستقبلهم.
- بدلاً من إعطاء الأوامر المباشرة يمكنك استخدام القصص لنقل الدروس والعبر بطريقة ممتعة ومشوقة، فمن خلال القصص يتعلم الأطفال عن عواقب السلوكيات المختلفة، ويتعرفون على الشخصيات الإيجابية التي تتحلى بالقيم الحميدة مثل التسامح والرحمة، وبالتالي يشجعون على تقليد هذه السلوكيات.
- إن تعليم الأطفال ثقافة الاعتذار والعتاب اللطيف هو جزء أساسي من غرس قيم التسامح ، فعندما يعتذر الأب أو الأم عن خطأ ارتكبه فإنه يعطي مثالًا حيًا للابن عن كيفية الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها ، كما أن العتاب اللطيف يساعد الطفل على فهم خطأه وتجنبه في المستقبل.
- ممارسة الرياضة تحفز إفراز هرمون الدوبامين مما يحسن من الحالة المزاجية للطفل، ويتمتع بصحة جيدة يكون أكثر سعادة ورضا، وبالتالي يكون أكثر قدرة على التسامح والعفو عن الآخرين.
- تعليم الطفل المسامحة الذاتية ، فعندما يشعر الطفل بالذنب بسبب الخلافات الأسرية أو التعنيف فإنه يحتاج إلى مساعدة للتعافي ، فيمكنك مساعدته على ذلك من خلال تشجيعه على التعبير عن مشاعره بحرية، وتعليمه كلمات إيجابية تساعده على تجاوز هذه الصدمات.
واختتمت حديثها قائلة: بأن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل تهديدًا كبيرًا للسلام النفسي للأطفال، فهي تزرع في نفوسهم شعورًا عميقًا بعدم الكفاية، وذلك بسبب المقارنات المستمرة مع الآخرين، فعندما يرى الصغير صورًا مثالية لحياة الآخرين يشعر بأن حياته مملة وغير مثيرة، مما يؤدي إلى شعور بعدم الرضا عن نفسه وحاجاته، وهذا الاحساس بعدم القبول للذات يجعل من الصعب على الطفل أن يتسامح مع نفسه ومع الآخرين.