تتمتع مصر المحروسة وخاصة القاهرة بوجود العديد من الأحياء والشوارع التي لها تاريخ، وتحكى سير شخصيات لها أدوار بارزة على مر العصور، ومن ضمنها شارع وميدان العتبة الذي يقع في قلب القاهرة.
وتقول محافظة القاهرة عن العتبة إنه أكبر وأهم الميادين في القاهرة الذي لا يخلو من المارة طوال الوقت من نهار أو ليل إلا وتجده يعج بالبشر، فإنه يعد نقطة الأصل للقاهرة فمنه وإليه تقاس المسافات على الطرق السريعة من وإلى العاصمة، كما أنه يعد مركزاً ثقافيًا كبيراً ففي محيطه يقع "المسرح القومي" و "مسرح الطفل"، كما يتفرع من الميدان شوارع ومناطق تجارية كبرى منذ القدم حيث تمتلئ المنطقة بمحلات الملابس والأقمشة والنجف والتحف.
وفي الماضي كان الميدان يضم أشهر وأكبر المحلات التي تنافس في أناقتها وجودة بضاعتها محلات لندن وباريس، مثل محلات «هورنستينز»، و«فيتيل»، و«ليبتون»، بالإضافة إلى البازارات ومحلات المانيفاتورة والرهونات التي كان يملكها اليهود، ويعتبر ميدان العتبة ملتقى شارع عبد العزيز، وشارع القلعة (محمد على سابقًا)، وشارع الأزهر وشارع الجيش وشارع الأزبكية وشارع الأوبرا وشارع صندوق الدين.
والآن تعد العتبة سوق كبير للملابس لكل الأعمار والأذواق وبأسعار رخيصة، ويتفرع من ميدان العتبة شارع عبد العزيز الذي يعد السوق الرئيسي الثاني فى الميدان، فهو سوق كبير للأجهزة الإلكترونية وأجهزة الموبايل.
تاريخ إنشاء ميدان "العتبة"
يرتبط تاريخ إنشاء ميدان "العتبة" أو ميدان "العتبة الخضراء" بأرض الأزبكية التي يرجع اسمها إلى (الأتابك أزبك بن ططخ) الذي كان أول من سكن بجوار بركة الأزبكية بعد أن أزال تلال القمامة، وبدأ بتعميرها عام 880 هجريًا ومهد الأرض وشجعت هذه الأعمال الأهالي فانطلقوا يبنون حولها بيوتهم لتتحول الأزبكية إلى حي كبير عام 1495م وأنشأ الأمير أزبك مسجدًا بها وانتشرت حوله الحمامات والطواحين والربوع أي جمع "ربع"، وظل مسجد أزبك في موقعه بالقرب من مدخل شارع الأزهر حتى أزيل عند إعادة تخطيط منطقة العتبة وفتح شارع محمد علي.
سبب تسميته بالعتبة الخضراء
في عام 1850م كان يقف قصر "طاهر باشا" ناظر الجمارك في ميدان العتبة الخضراء، وهو القصر الذي آلت ملكيته لعباس الأول، وكان للقصر عتبة زرقاء سمى الميدان باسمها، فقام عباس الأول بهدمها وأقام عتبة خضراء للقصر لأنه كان يتشائم من اللون الأزرق، لذلك أطلق على الميدان اسم "ميدان العتبة الخضراء"، وقد عرف الميدان أيضًا في وقت من الأوقات باسم (ميدان الملكة فريدة) وذلك بزواجها من "الملك فاروق" وبطلاقها أعيد للميدان والشارع اسميهما الأول.