تحل اليوم ذكرى ميلاد طلعت حرب الملقب بـ "أبو الاقتصاد المصري" حيث قام بربط الاقتصاد بالثقافة، لرؤيته أن النهضة الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق دون نهضة فكرية وثقافية، فالثقافة هي أساس أي دولة لا يمكن أن تزدهر دونها.
كيف ربط طلعت حرب الثقافة بالاقتصاد؟
قام طلعت حرب بمشروع قومي للنهوض بالثقافة والاقتصاد، حيث ربط بين الاقتصاد ليصبح بمثابة قوة محركة للتغير وبين الفكر والثقافة ليكونا أداة قوية للازدهار بالمجتمع، من خلال تأسيسه استوديو مصر عام 1935، الذي لعب دورًا محوريًا في تطوير صناعة السينما المصرية، كما ساهم في تمويل العديد من المشاريع الثقافية والفنية، مما جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من مشروعه القومي.
كما أهتم طلعت حرب بالاطلاع على العديد من الكتب في مختلف مجالات المعرفة والعلوم وقام بدراسة اللغة الفرنسية حتى أجادها إجادة تامة، حيث بدأ حياته العملية مترجماً بقلم ليشتغل مترجماً بالقسم القضائي «بالدائرة السنية» وهي الجهة التي كانت تدير الأملاك الخديوية الخاصة.
قدم طلعت حرب العديد للساحة الأدبية، حيث قام بنشر العديد من الكتب، ومنها: «كلمة حق على الإسلام والدولة العليا»، «تاريخ دول العرب والإسلام»، وأصدر كتابي تعليم «المرأة والحجاب» (1898) وفصل الخطاب في المرأة والحجاب (1900).
كما أصدر كتاب «مصر وقناة السويس» عام 1908، وكتاب «علاج مصر الاقتصادي»، و«غاية الأدب في صناعات شعر العرب» و«البراهين البينات على وجوب تعليم البنات»، وتم تجميع جميع خطابات طلعت حرب في كتاب أطلق عليه: «خطب طلعت حرب».
كان لطلعت حرب بعض الإسهامات الشعرية، وصدر له عدد من المقطوعات والقصائد منها: قصيدة في تهنئة السلطان عبد الحميد الأفخم (كتبها عام 1897)، وقصيدة في تهنئة محمود رياض باشا (1941)، وقصيدة مطلعها: «صرحت بالقصد والمحبوب قد كنى» (1941).