من أهم كتاب ورواد المسرح العربي، امتازت رؤاه بالطرح الجاد لقضايا العدل والحرية والتضامن الاجتماعي والهوية الوطنية والبحث عن الحقيقة والدعوة لخلق إرادة قوية فاعلة لدى الفرد لكي يكون قادرًا على التغيير والتجديد، إنه أحد فرسان المسرح المصري والعربي، وخاصة في التأليف، وهو «سندباد المسرح المصري» إنه الكاتب المتميز ألفريد فرج.
الميلاد والنشأة
ولد ألفريد فرج في 23 فبراير 1929م بقرية كفر الصيادين، مركزالزقازيق، في محافظة الشرقية، عشق المسرح وبدأت علاقته به منذ الصغر، وكان عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، ولم يقف اهتمامه بالفن عند التمثيل، بينما كان يكتب الشعر ويهوى الرسم.
تخرج ألفريد فرج، في كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اللغة الإنجليزية عام 1949م، وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية لمدة ست سنوات، ليترك التدريس إلى الصحافة، فعمل صحفيًا وناقدًا أدبيًا بمجلة روزاليوسف ومجلة التحرير وجريدة الجمهورية، واتجه إلى الكتابة المسرحية، ولأنه درس الإنجليزية فلقد كانت مفتاحه للدخول إلى عالم الأدب والمسرح الإنجليزي، والقراءة لأقطابه من الكتاب والروائيين بدءًا بشكسبير وبرناردشو وأوسكار وايلد، ثم اقترب من عالم توفيق الحكيم.
بداية الرحلة
عقب التغيرات الاجتماعية التي أثرت في المجتمع المصري، بسبب ثورة 1952م، ظهر المنهج التعليمي في مسرحيات ألفريد فرج، والتي صبغت نفسها بصبغة المسرح الملحمى لمؤسسة «برتولد بريخت»، حيث أنه أكثر أنواع المدارس المسرحية صلاحية لطبيعة الموضوعات والقضايا الجدلية النقدية التي أثارها ألفريد داخل مسرحه السياسى والاجتماعي.
وكتب ألفريد فرج في بداية رحلته مع التأليف المسرحي «سقوط فرعون» 1956م، «صوت مصر» 1957م.
واعتقل ألفريد فرج في الفترة من 1959 م حتى 1964م، بسبب أفكاره اليسارية، وبعد خروجه من المعتقل حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة، فاتجه إلى استكمال رحلته مع الكتابة المسرحية، وكتب حينذاك مسرحية «حلاق بغداد» 1964م.
وتفرغ للمسرح خلال أعوام 1964م، 1965م، 1966م؛ فكانت هذه السنوات من أخصب سنوات عمره المسرحي، حيث ظهرت له العديد من المسرحيات التي أثرت على الحركة المسرحية في مصر، ومع انقضاء هذه المرحلة تبلور فكر ألفريد فرج تماما داخل المسرح كتعبير عن احتياج اجتماعي للحوار بين الأفكار والجدل الأيدولوجى وللتعبير عن المناقشة الفكرية التي ظهرت على الساحة الاجتماعية والسياسية، وكحال المسرح انعكس هذا المبدأ داخل كتاباته المسرحية، فأصبحت تلك الموضوعات هي لبنة مسرح ألفريد فرج.
مؤلفات أخرى للمسرح
ألف ألفريد فرج مسرحية «سليمان الحلبي» 1965، وكانت هذه المسرحية تعبرعن الشعور بالغضب ضد المحتل، وتناول فيها فكرية الحرية والعدل والاستقلال، وأصدر كتاب في الدراسات المسرحية بعنوان «دليل المتفرج الذكي» 1965، و«عسكر وحرامية»، و«الفخ»1966م، و«بقبق كسلان»، «الزير سالم» 1967م.
وكتبسندباد المسرح المصري وفارسه أيضًا مسرحيات.. «على جناح التبريزي وتابعه قفه» 1969م، «النار والزيتون» 1970م، وتناولت هذه المسرحية معاناة الشعب الفلسطيني ومحنته، والآثار السلبية المترتبة على وعد بلفور والتي وقعت عليه حتى الآن.
وكتب ألفريد فرج مسرحية «جواز على ورقة طلاق»، وأصدر أيضًا رواية «حكاية الزمن الضائع في قرية مصرية».
وظائف ألفريد فرج
عمل ألفريد فرج في بعض الوظائف وتقلد بعض المناصب ومن أهمها.. مستشار أدبي للهيئة العامة للمسرح والموسيقى، ومستشارًا لبرامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية، ثم مديرًا للمسرح الكوميدي، في عام 1973م سافر إلى الجزائر حيث عمل مستشارا لإدارة الثقافة بمدينة وهران ولإدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم العالي حتى 1979 م، وفي العام نفسه ترك الجزائر إلى لندن ليعمل محرر ثقافي في الصحف العربية هناك.
ثمار الرحلة .. جوائز وأوسمة
نال ألفريد فرج عدة جوائز، منها.. جائزة الدولة التشجيعية في التأليف المسرحي 1965م، ميدالية الفن من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عام 1957م، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967م، درع الرواد للمسرح القومي في يوبيله الذهبي عام 1986م، درع الرواد لمسرح الخليج بالكويت في يوبيله الفضي عام 1988م، ميدالية الرواد لمهرجان المسرح التجريبي في القاهرة عام 1989م، ميدالية الرواد لمهرجان قرطاج المسرحي عام 1989م، ونال جائزة سلطان العويس 1992م
رحل ألفريد فرج عن عالمنا في يوم 4 ديسمبر من عام 2005 عن عمر ناهز الـ 76 عامًا، بعد رحلة طويلة ترك لنا منها أعظم النصوص المسرحية التي أمتعت القراء وجمهور المسرح الذي شاهدها تقديمها الكثير من المرات من إنتاج مؤسسات وقطاعات المسرح المختلفة، وبرؤى متنوعة.