درج نقاد الأدب الصيني على تقسيم تاريخ أدب الطفل الصيني الحديث إلى ثلاث فترات رئيسة تشمل: الفترة الممتدة بين عامي 1919-1949 (فترة أدب الطفل الصيني الحديث) وهي الفترة التأسيسية التي بدأت بمساهمات مهمة لرواد الأدب الصيني الحديث عقب حركة الرابع من مايو الثقافية، تلك التي كان لها الأثر البالغ في مسار تطور الأدب الصيني حتى العصر الراهن، والفترة منذ عام 1949 عشية تأسيس جمهورية الصين الجديدة في 1/10/1949 حتى نهاية فترة الثورة الثقافية عام 1976، والفترة من 1976 أو 1978 حتى الآن، الفترة التي عرفت بالفترة الجديدة في أدب الطفل الصيني. ويكاد يكون هناك إجماع بين نقاد أدب الطفل في الصين على أن أدب الطفل الصيني لم يكن له وجود مستقل قبل الحركة الثقافية الجديدة في 1919، والتي أسست لمرحلة جديدة في تاريخ الأدب الصيني عامة، وشهدت البداية الفعلية لما يُعرف بــ "الأدب الصيني الحديث" (1919-1949)، والتي كان لروادها الدور الكبير في التأسيس للأدب الصيني وأدب الطفل الصيني الحديث، على رأسهم الأديب لوشون (1886-1936)، رائد الأدب الصيني الحديث وعميد القصة الصينية، والذي كان له دور مهم في المراحل التأسيسية الأولى لأدب الطفل في الصين، فمنذ أن أطلق لوشون مقولته الشهيرة "أنقذوا الأطفال! أنقذوا الأطفال!" في نهاية قصته المعروفة "يوميات مجنون" (1918) والتي تعد أول قصة تكتب باللغة الصينية الحديثة في تاريخ الأدب الصيني، لفت لوشون الأنظار إلى أهمية الكتابة الموجهة للأطفال لإنقاذهم من براثن الفكر الإقطاعي القديم، الذي قدم هو وأبناء جيله العديد من الإبداعات الأدبية بين القصة والرواية والمقالة والمسرحية والدواوين الشعرية لمحاربتها، ثم واصل لوشون اهتمامه بتوجيه الأنظار لأهمية الكتابة الموجهة للطفل، من خلال قيامه بترجمة عدد من الإبداعات العالمية المعروفة في أدب الطفل، حيث شهدت تلك الفترة ترجمات كثيرة عن أدب الطفل الأجنبي إلى اللغة الصينية، من أهمها أعمال هانس كريستيان أندرسن، الأخوين جريم، أوسكار وايلد وبوشكين، وغيرها من الأعمال التي كان لها تأثير واضح على كتابات الجيل الأول من كتاب أدب الطفل في الصين.
ويعد الكاتب والتربوي الصيني المعروف يه شينغ تاو (1894-1988) من أوائل الكتاب الذين أولوا الاهتمام الكبير للكتابة للطفل إلى جانب إبداعاته في مجال القصة والرواية والمقالة التعليمية، حيث أبدع يه شينغ تاو خلال الفترة من (1921-1936) أكثر من أربعين حكاية للأطفال، من أهمها حكايته ذائعة الصيت "خيال الظل"، والتي قال عنها رائد الأدب الصيني لوشون أنها "فتحت الطريق أمام حكايات الأطفال الصينية"، بل وكان لحكايات يه شينغ تاو الدور الكبير في تاريخ أدب الطفل الصيني الحديث. ثم جاءت إبداعات الأديبة الصينية المعروفة بينغ شين (1900- 1999) والتي قدمت عددًا كبيرًا من الأعمال المهمة في القصة والنثر الموجه للأطفال، مثل عملها ذائع الصيت "رسائل للقراء الصغار"، والتي حققت انتشار وشهرة كبيرة داخل الصين وخارجها من خلال ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية.
كما يعد الكاتب جانغ تيان إي (1906-1985) صاحب حكايات "الأخوين لين"، "الملك الأصلع" وغيرها من الأعمال من أبرز رواد الكتابة للطفل خلال فترة أدب الطفل الصيني الحديث.
ومنذ تأسيس الصين الجديدة وبداية مرحلة الأدب الصيني المعاصر في 1949، شهد أدب الطفل الصيني تطورًا ملحوظًا، بدا مبكرًا عام 1950 من خلال تأسيس المجلات المتخصصة في نشر أعمال أدب الطفل، واهتمام كبار الكتاب بالأعمال الموجهة للطفل لتقديم الغذاء الروحي المناسب للطفل الصيني، ثم كانت الفترة التي أعقبت الثورة الثقافية الكبرى (1966-1976) وبالتحديد منذ عام 1978 والتي تُعرف بالفترة الجديدة في أدب الطفل الصيني التي تمتد حتى الآن، والتي شهدت ظهور الكثير من الأسماء المهمة والمؤثرة في مجال الكتابة للطفل، من بينهم: جينغ يوان جيه، جانغ جه لو، شين شه شي، يان ون جينغ، تشن بوا تشوي، خه إي، تساو ون شيوان، جاو لي هونغ، تان شيو دونغ، يانغ خونغ لين ولآخرين. كما كان لحصول الناقد وكاتب الأطفال الصيني المعروف تساو ون شون صاحب رواية الأطفال "بيت من القش" على جائزة هانس أندرسن لأدب الأطفال لعام 2016، الدور الكبير في دفع الاهتمام بأدب الطفل في الصين، والوصول بأدب الطفل الصيني إلى العالمية.
ودفع اهتمام الهيئات الثقافية ودور النشر الصينية بدعم ترجمة أعمال أدب الطفل الصيني إلى اللغات الأجنبية ومن بينها اللغة العربية، فقد ترجم أكثر من عمل للأديب الصيني تساو ونش يوان إلى العربية، وعلى رأسها روايته الأشهر "بيت من القش".
كما ترجمت حكايات وقصص أطفال لعدد من أهم كتاب الطفل الصيني المعاصرين إلى العربية وحازت ترجماتها جوائز عربية من أهمها جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب. مثل رواية "الصياد" للكاتب والشاعر الصيني المعاصر جاو لي هونغ التي حصلت ترجمتها إلى اللغة العربية على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2020 فئة "أفضل كتاب مترجم للطفل" ترجمة هبة سمير محمد، وجاو لي هونغ شاعر وكاتب مقالة وقصة ورواية، ولدَ في 1952 بمدينة شنغهاي، بدأ مشواره الإبداعي منذ مرحلة مبكرة في حياته في مطلع السبعينيات من القرن العشرين، تخرج في قسم اللغة الصينية وآدابها بجامعة شرق الصين للمعلمين بشنغهاي عام 1982. عمل بعد تخرجه محررًا ومشرف قسم التحرير بمجلة "البراعم"، قبل أن ينضم لاتحاد كتاب شنغهاي، يشغل الآن عضو اللجنة الوطنية لاتحاد كتاب الصين ونائب رئيس اتحاد كتاب النثر بالصين، عضو الجمعية الدائمة للشعر الصيني ونائب رئيس اتحاد كتاب شنغهاي، ورئيس مجلة "أدب شنغهاي"، ورئيس تحرير مجلة "شعراء شنغهاي".
قدم العديد من الأعمال الإبداعية في مجالات الشعر والنثر والقصة والرواية وأدب التقارير. حصلت أعماله على أكثر من عشر جوائز محلية وعالمية، من أهمها: جائزة "أفضل مجموعة نثرية على مستوى الصين خلال الفترة الجديدة" عن كتابه "روح الشعر"، و"جائزة بينغ شين للنثر في دورتها الأولى" عن كتاب "ظل الشمس"، اختيرت أكثر من عشرة مقالات له ضمن المناهج الدراسية للمراحل الابتدائية والمتوسطة والجامعية في الصين، بالإضافة إلى عدد من أعماله ضمن منهج اللغة الصينية بهونج كونج وسنغافورة. تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الكورية، البلغارية، الصربية والعربية وغيرها من اللغات، حصل جاو لي هونغ عام 2013 على جائزة "المفتاح الذهبي لمدينة "ميديريفو" في صربيا"، و"جائزة الإسهام المتميز في الفنون والآداب بشنغهاي 2014"، وغيرها من الجوائز المحلية والدولية.