الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

ثقافة

الفرنسي بول إيلوار «شاعر الحب والحرية»

  • 14-12-2024 | 08:21

بول إيلوار

طباعة
  • همت مصطفى

من أعظم شعراء القرن العشرين، عُرِفَ باهتمامه بقراءة الشعر منذ طفولته، حيث كان يقرأ لشعراء معروفين مثل آرثر رامبو وتشارلز بودلير، كما اهتم بالأدب الروسي فكان يقرأ للعالمي المتفرد فيودور دوستويفسكي وليو تولستوي وساعده ذلك على تشكيل أسسٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ قويةٍ كان لها دورٌ كبيرٌ في رسم خطةٍ واضحة المعالم لمسيرته المهنية إنه شاعر الحب والحرية والكاتب فرنسي بول إيلوار.

نشر بول إيلوار خلال حياته أكثر من سبعين كتابًا متنوعًا، منها الأدبي والشعري ومنها كتبٌ تضمنت وجهات نظره السياسية، وضربت سمعته كشاعرٍ الآفاق مع إصدار Capitale de la Doluer في عام 1926م،  ويعتبر إيلوار واحدًا من الشخصيات الرائدة في الشعر الفرنسي في القرن العشرين، وواحدًا من أعظم شعراء الأدب العالمي.

بدايات بول إيلوار

وُلِدَ الشاعر الفرنسي  بول إيلوار باسم  يوجين إميل بول غريندل  وهو الاسم الحقيقي له، في سانت دونيس في فرنسا في 14 ديسمبر عام 1895، لأسرةٍ تنتمي إلى الطبقه المتوسطه، وكان والده يوجين كليمنت جريندل يعمل محاسبًا ووالدته جين ماري كوزان  تعمل في الخياطة للمساهمة في دخل الأسرة.

وكان «إيلوار» الطفل الوحيد لعائلته، حيث قضى طفولته في أماكنٍ متعددة حتى انتقل والديه إلى باريس حينما بلغ ال 12 عامًا من عمره، وهناك بدأ دراسته الابتدائية، إلّا أنّه توقف عن الدراسه عندما أُصِيبَ بمرضٍ رئوي حاد، ممّا اضطره للانتقال إلى سويسرا لتلقي العلاج، وأمضى هناك حوالي العام ونصف، و أبدى«إيلوار»  اهتمامًا في الشعر خلال فترة تواجده في سويسرا لتلقي العلاج،  و اختار الشاعر أن يغير اسمه  حينما بلغ الحادية والعشرين من عمره. 

الحياة الشخصية لـ بول إيلوار

تزوج «إيلوار» لأول مره في 21 فبراير عام 1917، و كانت زوجته الأولى هيلين ديميتريفا دياكانوفا المشهوره باسم غالا التي خُلِّدَت في لوحات سلفادرو دالي المشهورة. أنجب منها طفلته سيسيل، لكن لم ينجح هذا الزواج وانفصل الاثنان عام 1932م.

التقى «إيلوار» خلال رحلاته حول العالم بماريا بنز، و كان لها دورٌ عظيم في إلهامه لكتابة أجمل قصائد الحب مثل  «La Vie immédiate  و  Amour, la poésie  و  Capitale de la douleur»،  تزوج الاثنان في عام 1934 وبقيا سويًا حتى توفيت ماريا عام  1946م،  أصيب بعدها بالاكتئاب إلى أن التقى بأوديت ليمورت وتزوجا عام 1949، وعاشت معه حتى رحيله في عام 1952.

رحلة بول إيلوار مع الأدب والشعر

عاد «إيلوار» إلى باريس بعد خروجه من المصحة والتحق بالجيش خلال الحرب العالميه الأولى، لكنّه تعرض للغاز السام فدخل إلى المستشفى إثر ذلك الحادث، وقضى فترة وجوده داخل المستشفى يقرأ الشعر بما في ذلك  أعمال آرثر ريمبود. وبالرغم من أنّ معاناته كانت واضحةً من خلال كتاباته، فقد تميّز «إيلوار» بنظرته المتفائلة الواضحة ورغبته القوية في تغيير العالم وتخفيف المعاناة حوله.

قام «إيلوار» بنشر «Le Devoir et l’Inquiétude» في عام 1917م وعبّر عن السلام من خلال قصائده فأصدر «Poèmes pour la Paix» في عام 1918، حيث كان واحدًا من أكثر من سبعين مجلدًا نشرها في حياته، ونشر«إيلوار» أيضًا «Mourir de ne pas mourir» عام 1924، واختفى بعدها في مارس  1924 حيث اعتقد الناس بأنّه توفي، إلّا  أنّه هرب حينها بسبب انتشار الشائعات حول وجود علاقه حب بين زوجته غالا وماكس إرنست، وسافر حول العالم لمدة سبعة أشهر. انطلق من مرسيليا إلى تاهيتي وأندونيسيا ثم إلى سيلان وبعدها عاد إلى فرنسا.

خلال فترة تواجد «إيلوار» في باريس، التقى بالعديد من الكتّاب الشباب ومنهم أندريه بريتون ولويس آراغون وفيليب سوبولت، الذين كانو ناشطين ضمن الحركة الدادائيه، ثم اتجهو فيما بعد نحو السريالية، فانضم إيلوار إليهم ووقع على بيان السريالية الأصلي.

من رواد السيريالية

بدأت تظهر التأثيرات الجديدة جليّةً من خلال كتابات «إيلوار»، وأصبح أحد الشخصيات الرائدة في الحركه السريالية  ومن كتبه السريالية Capitale de la douleur عام 1926 و La Rose publique في عام 1934 و Les Yeux fertiles في عام 1936،  واعتُبِرَ بول من أفضل الشعراء السيرياليين، كما كان من ضمن أصدقائه الفنانين بيكاسو ودالي وغيرهم أيضًا.

تميّز النصف الأخير من حياة «إيلوار» بالالتزامات السياسية، فقد تأثر بالحرب الأهلية الإسبانية وجدّد التزامه بالشيوعية، كما تخلّى عن السريالية نهائيًا في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، وخلال الحرب العالمية الثانية، كتب أول مجموعةٍ شعريةٍ نُشِرَت في فرنسا المحتلة بعنوان Le Livre ouvert في الفترة بين 1940 -1942م.

«إيلوار» سفيرًا ثقافيًا

أسقط سلاح الجو الملكي البريطاني نسخًا من قصيدته «حرية ».. «Liberté» في أوروبا كجزءٍ من حملته الدعائية المناهضة للنازية، كما قامت المحطات الإذاعية الموالية للحلفاء ببثّ بعض قصائده، وبعد انتهاء الحرب أصبح «إيلوار» سفيرًا ثقافيًا يسافر على نطاقٍ واسع في أوروبا، لكنّه لم يحصل على تأشيرة دخولٍ للولايات المتحده لأنّه كان شيوعيًا، وقام بنشر كتابه الأخير بعنوان « Le Phénix» عام 1951.

سفر حول العالم

سافر«إيلوار» إلى بريطانيا وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والمكسيك وروسيا، إنّ مثالية بول وعطفه وعدم قدرته على رؤية الواقع، دفعت الشاعر إلى الإعجاب بستالين لكونه يستعمل القوة من أجل الخير العام، وفقًا لأراء «إيلوار»  فإن مَهمّة الشعر الأساسية هي تجديد اللغة من أجل إجراء تغييراتٍ جذريةٍ في جميع مجالات الوجود،  وكان «إيلوار»  يرى الشعر فعلًا قادرًا على إثارة الوعي لدى قرائه، وكان أحد المناضلين من أجل الحرية السياسية والفكرية.

أشهر أقوال بول إيلوار

 من أشهر أقوال «إيلوار».. «المرأة أكثر جمالًا من العالم الذي أعيش فيه، لذا أغلق عيناي»، «حتى عندما ننام نراقب بعضنا البعض»، «الأمل لا يثير الغبار»، «أود أن أكون طفلًا كبيرًا، أقوى وأكثر عدلًا من الرجل، وأكثر وضوحًا من الطفل ».

رحيل شاعر الحب والحرية

توفي بول إيلوار  في شارنتون لو بونت، باريس نتيجة تعرّضه لنوبةٍ قلبيه في 18 نوفمبر 1952، ورفضت الحكومة إقامة جنازةٍ وطنيةٍ له.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة