الشهير بمولانا «جلال الدين الرومي»، واسمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْنَ بَهَاءٌ الدِّين البَلَخي الْبَكْرِيّ، شاعر وعالم في علوم الفقه، و العديد من العلوم الإسلاميّة الأخرى، واشتهر ببراعته فيها، وعرف أنه من المتصوفين، فكتب العديد من الأشعار باللغة الفارسية، وترجمت حديثًا ولاقت انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، وخاصّة عند المسلمين في تركيا، وفرنسا، وغنّى أشعاره نجوم بوب مشهورون، استحدث الموسيقى والرقص وأدخلها في العبادة، حتى عرف بـ «فيلسوف المتصوفة».
وكتب «جلال الدين الرومي» العديد من الأقوال الحكيمة والمأثورات عن الإيمان والإنسان والحب والقلب.
ومن أقوال جلال الدين الرومي عن الحب..
- الحب الذي لا يهتم إلا بالجمال الجسدي ليس حبًا حقيقيًا.
- العاشق لا يعرف اليأس أبدًا، وللقلب المغرم كل الأشياء ممكنة.
- الجميل يجذب الجميل، إن شئت فاقرأ الطيبات للطيبين.
- قد تجد الحب في كل الأديان، لكن الحب نفسه لا دين له.
- هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس.
- الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما ذاك الذي يُحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبدًا
- قلتُ: أشتهي وصلك، قال: ثمن الوصال ما هو إلّا روحك، فهتف قلبي: ربح البيع إذن.
- لا يهدأ قلب العاشق قط ما لم يُبادله المحبوب الوله، وحين يشع نور الحب في القلب، فذاك يعني أنّ هناك إحساسًا بالحب في القلب الآخر.
- للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلّا رجل متفتح عارف، فهناك نوع آخر من الرجال بداخلهم حيوان محبوس، ليت هؤلاء يقوّمون أنفسهم أولًا، ليتهم يعرفون أنّ المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشرًا، أما الشهوة والحمّية فلا.
- أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم، لم هذا التيه من أجل معشوق واحد ما تبحثون عنه في هذا العالم، ابحثوا في دخائلكم، فما أنتم سوى ذلك المعشوق.
- كل الأشياء تُصبح أوضح حين تُفسر، غير أنّ هذا العشق يكون أوضح حين لا تكون له أيّة تفسيرات.
- ليس لكل أحد أن يكون محبوبًا، لأنّ المحبوب يحتاج إلى صفات وفضائل، لا يرزقها كل إنسان، ولكن لكل أحد أن يأخذ نصيبه في الحب وينعم به، فإذا فاتك أيها القارئ العزيز أن تكون محبوبًا، فلا يفتك يا عزيزي أن تكون محبًا.
وكتب سلطان العشق الإلهي جلال الدين الرومي عن القلب
- النور الذي في العين ليس إلا أثرًا من نور القلب، وأما النور الذي في القلب فهو من نور الله.
- القلب جوهر، والقول عرَض، القول زائل والقلب هو الغرض.
- أيها القلب، لماذا أنت أسير لهذا الهيكل الترابي الزائل؟ ألا فلتنطلق خارج تلك الحظيرة، فإنّك طائر من عالم الروح، إنّك رفيق خلوة الدلال، والمقيم وراء ستر الأسرار، فكيف تجعل مقامك في هذا القرار الفاني؟ انظر إلى حالك واخرج منها، وارتحل من حبس عالم الصورة إلى مروج عالم المعاني، إنّك طائر العالم القدسي، نديم المجلس الأُنسي، فمن الحيف أن تظل باقيًا في هذا المقام.
ولد جلال الدين الرومي، في 30 سبتمبر1207م، والذي يوافق 604 هجريًا في مدينة بلخ في أفغانستان، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 17 ديسمبرعام 1273م، ودفن في مدينة قونية بتركيا، وأصبح مدفنه مزارًا إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه الأكبر «سلطان ولد»، بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة وأصبح أثره جليا وباقيا في مختلف الثقافات.