تحل اليوم ذكرى ميلاد فيليبو توماسو إميليو مارينيتي، الشاعر الإيطالي، ومحرر وباحث نظري ومؤسس للحركة المستقبلية، والذي تلقى تعلميه في مصر، واشتهر بكتابة أول بيان مستقبلي، ونُشر عام 1909.
ولد فيليبو مارينيتي في 22 ديسمبر 1876، وقضى سنوات حياته الأولى في الإسكندرية، كان والده محاميًا، أما والدته فهي ابنة أستاذ أدب من ميلانو، وقد جاؤوا إلى مصر عام 1865 بدعوة من الخديوي إسماعيل باشا ليعملوا كمستشارين قانونيين للشركات الأجنبية.
شاركت والدته في تطوير حبه للأدب في أثناء سنوات الدراسة، كانت والدته قارئة مُتعطشة للشعر، وأدخلت مارينيتي الشاب في دراسة الكلاسيكيات الإيطالية والأوروبية.
درس أولاً في مصر ثم في باريس، وحصل على الشهادة الثانوية في عام 1894 في السوربون، بالإضافة إلى دراسته للقانون وتخرجه من جامعة بافيا في إيطاليا عام 1899م، لكنه قرر ألا يكون محامياً واتجه لتطوير أعماله الأدبية وقد عمل وجرب كل أنواع الأدب كـ "الشعر والسرد والمسرح" ووقع كل شيء باسم فيليبو مارينيتي.
فى عام 1911، بدأت الحرب الإيطالية التركية وغادر حينها مارينيتي إلى ليبيا كمراسل حربي لصحيفة فرنسية، وفي نهاية المطاف جمعت مقالاته ونشرت فى صحيفة معركة طرابلس ثم غطى أحداث حرب البلقان الأولى "1912-1913"، وشهد النجاح المفاجئ للقوات البلغارية ضد الإمبراطورية العثمانية في حصار أدريانوبل.
قام مارينيتي في هذه الفترة بعدد من الزيارات إلى لندن والتى اعتبرها "المدينة المستقبلية بامتياز" حيث تم تنظيم عدد من المعارض والمحاضرات للموسيقا المستقبلية فيها.
عمل مارينيتي في ذلك الحين على رواية شعرية معادية للكاثوليك الروماني والنمساوي وبشدة، اسمها لو مونوبلازدو باب (طائرة البابا 1912)، كما حرر مختارات للشعراء المستقبليين ولكن محاولاته لتجديد أسلوب الشعر لم تكفه، حيث تطور ذلك لدرجة إعلانه ثورة جديدة في مقدمته للمختارات: لقد حان الوقت للقيام بتحديد الشعار الخاص والتقليدي واستخدام "كلمات تعبر عن الحرية".