تصادف اليوم الذكرى الـ121 على افتتاح متحف الفن الإسلامي، الذي افتتح في مثل هذا اليوم عام 1903، يُعد المتحف من أكبر المتاحف الإسلامية في العالم، حيث يحتضن بين جدرانه كنوزًا من الفنون الإسلامية التي تمتد عبر مختلف الحقب والمناطق، بدءًا من الهند والصين وإيران، وصولًا إلى الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس.
في عام 1881، أصدر الخديوي توفيق أمرًا إلى نظارة الأوقاف بجمع كل التحف الفنية النفيسة الموجودة في المساجد والبيوت الإسلامية، لتكون نواة لمتحف الآثار الإسلامية، هذا المشروع الطموح بدأ بغرفة واحدة فقط، وسمح للجمهور بزيارتها لدراسة ما تحتويه من آثار.
بحلول عام 1884، تم اختيار مسجد الحاكم بأمرالله ليكون مقرًا لدار الآثار العربية، حيث أشرفت لجنة حفظ الآثار على رعاية هذه الكنوز، ومنذ ذلك الحين، أصبح متحف الفن الإسلامي مقصدًا للباحثين ومحبي الفنون من جميع أنحاء العالم، ليتعرفوا على روائع الفنون الإسلامية وتاريخها العريق.
بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل في عام 1869، وتم تنفيذ الفكرة في عهد الخديوي توفيق عام 1880، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي تعود إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.
في عام 1882، بلغ عدد التحف الأثرية التي تم جمعها 111 تحفة، وتم بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربي" تحت إدارة فرانتز باشا، الذي ترك الخدمة في عام 1892.
تم افتتاح المبنى الحالي للمتحف في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم الدار إلى "متحف الفن الإسلامي" عام 1951.
في فترة 1982-1983، تم تطوير المتحف وإضافة حديقة متحفية إليه، وتم فتح باب جانبي يؤدي إلى الحديقة، ومن الإضافات التي تمت أثناء عمليات التطوير، إنشاء مكتبة للمتحف أسفلها قاعة للأطفال، بالإضافة إلى قاعة مخصصة لعرض مجموعة من النسيج والسجاد.
للمتحف مدخلان، أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، وهو المدخل المستخدم حاليًا، تتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر عبر مختلف العصور.
يتكون المتحف من طابقين؛ الأول يحتوي على قاعات العرض، والثاني يضم المخازن، بالإضافة إلى بدروم يُستخدم كمخزن وقسم لترميم الآثار.
يضم المتحف العديد من المقتنيات الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي، ويصل عددها إلى مئة ألف تحفة أثرية، تشمل هذه المقتنيات آثارًا من مختلف العصور، مثل العصر الأموي والعباسي والطولوني، بالإضافة إلى مقتنيات من بلاد فارس.