يترقب عشاق الفلك والفضاء في سماء مصر الليلة ظاهرة فلكية بديعة، حيث يتراءى القمر مقترنًا مع كوكب "زحل"، لؤلؤة المجموعة الشمسية، حيث سيفصل بينهما أقل من درجة باتجاه الأفق الجنوبي الغربي.
ظاهرة فلكية
يرى هلال القمر المتزايد، الليلة، مقترنًا مع كوكب "زحل"، عقب غروب الشمس مباشرة، حيث يظلا مرئيان حتى يبدأ المشهد فى الغروب بحلول الـ 9:45 مساءً تقريبًا.
وسيفصل بين هلال القمر و"زحل" أقل من درجة بإتجاه الأفق الجنوبي الغربي في منظر جميل سماء مصر والوطن العربي، بحسب ما أفادت به خبراء الفلك.
ويعني مصطلح "الاقتران" اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر، وذلك في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
تعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية بشكل عام، وليس الاقتران فحسب، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير سوف تبرز المزيد من التفاصيل.
علمًا بأن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا. أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
كوكب زحل
وزحل هو الكوكب السادس من حيث بعده عن الشمس وهو ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري، ويُصنف ضمن الكواكب الغازية مثل المشتري وأورانوس ونبتون، ونصف قطر هذا الكوكب أضخمُ بتسع مرّات من نصف قطر الأرض، إلا أن كثافته تصل إلى ثمن كثافة الأرض، أما كتلته فتفوق كتلة الأرض بخمس وتسعين مرة.
للكوكب واحد وستون قمرًا معروفًا يدور حوله ما عدا القميرات الصغيرة، وقد سُمي 53 قمرًا منها بشكل رسمي. من بين هذه الأقمار، القمر "تيتان" وهو أكبر أقمار الكوكب، وهو كذلك ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية، بعد "جانيميد" أحد أقمار كوكب "المشتري"، وهو أكبر حجمًا من كوكب عطارد، وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له غلاف جوي معتبر.
ويتميز زحل من بين كواكب مجموعتنا الشمسية، بمجموعة من الحلقات، وتمتد تلك الحلقات على مسافة 280 ألف كيلومتر من الكوكب، ويعتقد العلماء أن حلقات زحل تتألف من قطع من الجليد والصخور.
زحل في 2025
ومن المقرر أن يشهد عام 2025، حدثًا فلكيًا نادرًا يتعلق بكوكب زحل وحلقاته الشهيرة حيث ستصبح أقل وضوحًا عند مشاهدتها من الأرض، وذلك جراء ظاهرة فلكية تسمى "اعتدال زحل".
فمن المعروف أن حلقات "زحل" تدور حول الكوكب بميلان معين، حيث يحدث الاعتدال عندما يكون مستوى الحلقات موازيًا لخط نظرنا من الأرض، وفي هذا الوضع تبدو الحلقات رقيقة جدًا، وكأنها خط رفيع مما يجعلها صعبة الرصد.