الأربعاء 8 يناير 2025

مقالات

معرض القاهرة الدولي للكتاب «تاريخ وثقافة»


  • 5-1-2025 | 10:43

د. أشرف مؤنس

طباعة
  • د. أشرف مؤنس

معرض الكتاب هو معرض وملتقى سنوي يُعنى بالكتاب، يجمع منتجي ومسوقي الكتاب وصُناعه من مكتبات ودور نشر وموزعين ومؤلفين ومنتجي الوسائط التعليمية ومؤسسات الثقافة ومنظمات حكومية وشبه حكومية والمكتبات العامة ومراكز البحوث والجمعيات ومؤسسات التعليم.

إن الغرض الأساسي من إقامة مثل هذه المعارض هو إشباع حاجة المواطنين وخاصة المثقفين منهم في اقتناء كتب لمعارف وعلوم وثقافات مختلفة، لأن التنوع في مجال الإطلاع والمعرفة هو الأساس، دون محاولة أي جهة أو طرف فرض نوع معين من المعرفة أو الثقافة، لأن ذلك يعتبر تدخلاً في قضية مهمة وهي "الحرية الشخصية" فتنوع الثقافات والمعرفة من الأمور التي يجب أن تراعى وتحترم التوجه الحالي للشعوب صوب العولمة، فالعلوم والتراث والثقافات تصب في مجرى واحد.

ويحفل معرض الكتاب الذي يشارك فيه أهم الناشرين ودور النشر، ليس فقط لتسويق الكتب وإن كان هذا هدفه الأساسي، ولكنه من جانب آخر أسهم في الحس على القراءة وانطلاق الأفكار وتبادلها مع العناية بالألوان الأخرى من الثقافة المقدمة ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الذي تشكل القراءة عموده الفقري.

والسؤال، من هو صاحب فكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ تعود فكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى عام 1969م، حيث اقترح الفنان عبد السلام الشريف - وهو واحد من أبرز مبدعي الفن التشكيلي في مصر، وينتمي لجيل الرواد- فكرة إنشاء المعرض وعرضها على الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك (1967-1977م) مؤكدًا على ضرورة وأهمية إنشاء ملتقى ثقافي كمعرض الكتاب. 
وولدت الفكرة من رؤيتين الأولى اقتصادية وتقوم على توفير أكبر كم ممكن من الكتب في مساحة جغرافية واحدة أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد في عالم الثقافة والثانية إتاحة الفرصة أمام الناشرين لعرض الجديد من الكتب أمام أكبر شريحة ممكنة من المواطنين وخاصة المثقفين منهم في وقت واحد.

وأعجب الدكتور ثروت عكاشة بالفكرة وقام بالاتصال بسوق الكتاب الدولي المعروف في لايبزج Leipzig بألمانيا، كما أرسل إسلام شلبي بصفته مندوب وزارة الثقافة وذلك للتمهيد لإنشاء معرض على غرار سوق الكتاب في لايبزج بنسخة عربية، وتم تكليف الدكتورة سهير القلماوي الكاتبة والروائية المعروفة، للإشراف على الدورة الأولى للمعرض.

وتم افتتاح الدورة الأولى للمعرض في مساء 22 يناير عام 1969م على أرض المعارض بالجزيرة وذلك في إطار الاحتفال بمرور 1000 عام على تأسيس مدينة القاهرة، واستمر المعرض لثمانية أيام.

لم يكتفِ المعرض خلال دوراته التسع الأولى(1969-1977) بأن يكون منفذًا لبيع الكتب فحسب، ففي عام 1978 تحول إلى ملتقى أدبي، حيث عقدت حلقات دراسية على هامش المعرض تميزت بمناقشات موضوعية حول عدة قضايا كالأطفال والأسرة واستمر انعقاد معرض الكتاب في أرض المعارض بالجزيرة حتى عام 1983م ليتم نقله بعد ذلك إلى أرض المعارض بمدينه نصر.

وانطلقت دورته الجديدة هناك في عام 1984م ويستقبل الأعداد المتزايدة، وتنعقد الأمسيات واللقاءات بشكل أوسع، واستمر انعقاده في مدينة نصر حتى عام 2018م، ليتم نقله بعد ذلك من جديد إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس حتى الآن.

واستمر انعقاد المعرض في يناير من كل عام ولم يتوقف إلا في عام 2011م بسبب أحداث ثورة 25 يناير، كما تم تأجيله مرة واحدة عام 2021 ليقام في يوليو بدلا من يناير بسبب فيروس كورونا.

معرض القاهرة الدولي للكتاب صار قبلة المثقفين من جميع أنحاء العالم إذ يستقطب عددًا كبيرًا من القراء بمختلف أعمارهم وأجناسهم. بهدف الالتقاء بين العديد من الثقافات، وقد زار معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55 لعام 2023 قرابة 5 ملايين زائر خلال اثنى عشر يومًا، وهذا يعد أكبر عدد في تاريخ المعرض، وهذا دليل على الوعي والشغف بالقراءة والثقافة.

ومن ثم ولدت فكرة إقامة معرض يجمع بين الكاتب، والقارئ، والناشر، فكان معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يهدف إلى تحفيز القارئ على أهمية الكتاب وتعزيز مفاهيم القراءة والإطلاع وترسيخ قيمة الكتاب وإثارة غرائز البحث وحب التعلم في نفوس القارئ وتوسيع آفاقه في عالم أكثر رحابة.

الاكثر قراءة