الجمعة 31 يناير 2025

تحقيقات

جيش متهالك واقتصاد مدمر.. خسائر إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023

  • 18-1-2025 | 15:18

غزة

طباعة
  • محمود غانم

لم تكن غزة نزهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بل كانت بمثابة مستنقع غاصت فيه بقدميها الاثنتين، فلما أرادت أن تخرج منه رُدت إليه حفاظًا على ما تبقى من كرامتها التي مُرغت في الطين يوم السابع من أكتوبر 2023، إثر الفشل في التصدي لهجوم الفصائل الفلسطينية.

وكانت حرب إسرائيل في غزة، التي دامت لأكثر من 15 شهرًا، بمثابة حرب استنزاف لها على الصعيدين العسكري والاقتصادي، بالإضافة إلى الخسارة الاستراتيجية، نظرًا للفشل في تحقيق أهدافها.

 

خسائر إسرائيل في غزة

عسكريًا، أظهرت معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي الصادرة مطلع يناير الحالي مقتل 891 ضابطًا وجنديًا منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر، وهو الرقم الأعلى منذ حرب السادس من أكتوبر 1973. لكن مراقبين يقولون إن إسرائيل تتكتم على الخسائر البشرية التي نزلت بها جراء حربها على قطاع غزة، تخوفًا من ردود الفعل التي قد تنشأ جراء نشر الحقائق.

وفي المقابل، تقول فصائل المقاومة الفلسطينية، التي كانت تعلن بوتيرة يومية عن قتل وجرح جنود إسرائيليين في معارك قطاع غزة، إن "الخسائر في صفوف جيش الاحتلال أكثر بكثير مما يعلنه".

وإضافة إلى ذلك، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى اتخذ مجموعة من الإجراءات غير المسبوقة لتقييد سفر كبار قادته وجنوده إلى الخارج بسبب التخوف من تعرضهم للاعتقال على خلفية أوامر من المحكمة الجنائية الدولية أو من محاكم محلية.

واقتصاديًا، تكبدت إسرائيل ما يصل إلى 125 مليار شيكل، وهو ما يعادل 34.09 مليار دولار، منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بحسب معطيات وزارة المالية الإسرائيلية.

فيما تشير صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل، وهو ما يعادل 67.57 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، وذلك استنادًا إلى تقديرات بنك إسرائيل.

وطوال عام 2024، شهد عجز الميزانية الإسرائيلية تقلبات، حيث ارتفع تدريجيًا مع تصاعد العمليات العسكرية، حتى استقر عند 7.7 بالمائة، وهو أعلى مستوى له منذ سنوات.

وفي تقرير سابق، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل تواجه خسائر اقتصادية جسيمة بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة وسوء إدارة الحكومة للسياسات المالية.

وبحسب التقرير، فإن الحرب تسببت في تراجع كبير في الصادرات والاستثمارات، مما أثر بشكل مباشر على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ويوضح التقرير، أن الحرب كان من الممكن أن تكون أقل تكلفة إذا كانت الحكومة قد اتخذت قرارات أفضل، مستشهدًا بقول خبراء اقتصاديين إن الحرب كان يمكن أن تُختصر لو تم تحديد أهداف عسكرية أكثر واقعية.

وبطبيعة الحال، نتج عن ذلك ارتفاع في أسعار المياه والكهرباء والوقود ووسائل نقل الركاب العامة والمنتجات الغذائية وضريبتي الدخل والمساكن، ما انعكس على حياة المواطن الإسرائيلي بالسلب.

وفي غضون ذلك، أظهر تقرير الفقر لعام 2024 في إسرائيل، أن نحو ربع الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر، في حين تضرر 65 بالمائة من الإسرائيليين ماليًا، مما ينذر بانهيار الصمود الاجتماعي في البلاد بسبب الحروب المستمرة.

 

خسارة الحرب

وكان القضاء على حماس.. وتحرير سراح المحتجزين.. وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لأمن إسرائيل.. هي أهداف إسرائيل المزعومة من حربها على القطاع، التي تشير جل آراء المراقبين إلى أنها فشلت في تحقيق تلك الأهداف جملة وتفصيل، على رغم من فادحة التدمير.

وتُرجم اتفاق وقف إطلاق النار في الأوساط العبرية على أنه انتصار لـ حماس، حيث أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن ثمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كبير وثقيل، وبحجم الفشل في السابع من أكتوبر 2023.

واعتبرت الصحيفة العبرية أن الاتفاق، سيئ للإسرائيليين، ويمثل عقابًا جماعيًا على الفشل في السابع من أكتوبر، وهذا ثمن الكارثة وحجمها.

وقالت الأوساط الأمنية لـ"يديعوت أحرونوت"، إنها تخشى من أن يؤدي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، موضحين أن المشكلة الكبرى تكمن في تعزيز مكانة "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية، فحماس رغم الضربات التي تعرضت لها، تظهر صمودًا كبيرًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة