قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، إن مصر قدمت مؤخرًا تقرير الشفافية الأول (BTR) لسكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، حيث يعد التقرير الأول الذي تقدمه متضمنا أرقام خفض الانبعاثات المحققة، والذي أظهر أن مصر استطاعت تحقيق هدف خفض الانبعاثات لعام 2024 في قطاع الطاقة وأيضاً تخطت هدف خفض الانبعاثات في قطاع النقل بنسبة 12%، حيث ثمنت الجهد الكبير المبذول من الخبراء للخروج بهذا التقرير في وقت قصير.
جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي نظمتها وزارة البيئة، اليوم /الأحد/؛ بمناسبة يوم البيئة الوطني، تحت شعار "مصر خضراء مستدامة نحو اقتصاد دائري وتحول أخضر عادل"، الذي يوافق يوم 27 يناير من كل عام، بهدف رفع الوعي بالقضايا والتحديات البيئية، وتشجيع المواطنين على تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة ومواجهة التحديات البيئية الوطنية وصون الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة، بحضور وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، وذلك بالمركز الثقافي التعليمي البيئي "بيت القاهرة".
وأكدت وزيرة البيئة، أهمية الاحتفال باليوم الوطني للبيئة، اليوم الذي يعكس الاهتمام الكبير على المستوى الوطني بقضايا البيئة، وخاصة من جانب الحكومة المصرية، مُقدمةً الشكر للحكومة على موافقتها على تخصيص هذا اليوم، الذي بدأ الاحتفال به رسمياً في يوم 27 يناير عام 2019، وهو ما يعكس حرص الحكومة المصرية على وضع الملف البيئي على أجندة أولوياتها تحت محور الأمن القومي والسياسة الخارجية، ومنذ ذلك الحين لم تعد البيئة درباً من دروب الرفاهية بل أصبحت ملفاً مهماً يحظى باهتمام كافة أطياف المجتمع.
ولفتت إلى أن تخصيص يوم وطني للبيئة كان حلماً لكل العاملين في القطاع البيئي، ويتم الاحتفال به من خلال تنفيذ أنشطة بيئية متنوعة على مدار أسبوع يتضمن كل يوم فكرة جديدة يتم تناولها، مُشيرة إلى مبادرة (100 مليون شجرة) التي تحظى باهتمام كبير خلال هذه الاحتفالية، مُقدمةً الشكر للجنة الاستشارية لدعم ملف التشجير على جهودها الكبيرة في هذا الملف.
وخلال الاحتفال، تقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد بالشكر لوزيرة التنمية المحلية كشريك رئيسي لوزارة البيئة في عدد من الملفات البيئية سواء ملف المخلفات أو ملف التشجير الذي يحظى باهتمام خاص من جانبها، كما تقدمت بالشكر للدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة الأسبق ورئيس لجنة دعم ملف التشجير على جهوده الكبيرة المبذولة من أجل الوصول لأسلوب علمي ومنهج لتنفيذ مبادرة (100 مليون شجرة).
وأوضحت أن يوم البيئة الوطني تم اختيار الاحتفال به تزامناً مع صدور أول قانون للبيئة رقم 4 لسنة 1994، لافتةً إلى أن الفضل في اختيار هذا اليوم يرجع للدكتور عماد عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة الذي قدم الفكرة، ولاقت إعجاب وزارة البيئة ووافق عليها مجلس الوزراء، مشيرةً إلى أن المكتب العربي كان يحتفل باليوم الوطني للبيئة بشكل غير رسمي على مدار 30 عاما.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أنه في ظل الالتزام بتقليل الانبعاثات التي تعد المتسبب الرئيسي فيها الدول المتقدمة، وتنفيذ خطط المساهمات الوطنية المحددة، حصلت مصر على المركز الثاني على المستوى العربي وشمال إفريقيا في تقييم تقرير (GERMAN WATCH)، والذي يعد تقييما لوضع ملف المناخ وطنيا في 65 دولة، كما احتلت المرتبة العاشرة على مستوى دول التقييم، وذلك في تحقيق هدف الطاقة الجديدة والمتجددة وسياسات المناخ المتسقة مع العمل على الأرض.
كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن التحول الأخضر العادل لن يتحقق دون مشاركة مجتمعية وحوار مجتمعي، لذا حرصت الحكومة الجديدة في برنامجها على تنفيذ عدد من جلسات الحوار المجتمعي في المحافظات المختلفة ومع مختلف فئات المجتمع من جهات حكومية ومجتمع مدني وشباب وأكاديميين ونقابات، لضمان مشاركة مجتمعية فعالة وحقيقية في ملف البيئة الذي يتطلب تضافر مختلف الجهود الوطنية لتحقيق تحول اخضر والحفاظ على ثروات وكنوز مصر الطبيعية من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
من جانبها، قالت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، إن المبادرة الرئاسية لزراعة (100 مليون شجرة) بجانب كونها مشروعاً لزيادة المساحات الخضراء بالمحافظات المصرية فهي تعد خطوة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، من خلال تحسين جودة الهواء والحد من آثار التغير المناخي.
وأعربت وزيرة التنمية المحلية، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية المهمة الخاصة باحتفالية وزارة البيئة بيوم البيئة الوطني 2025، والتي تعكس التعاون المثمر بين وزارات الدولة لدعم المبادرات الوطنية الهادفة لتحسين جودة الحياة وحماية البيئة.
وقالت الدكتورة منال عوض، إن مشروع تشجير وزراعة الطريق الدائري ومحاور القاهرة الكبري هو نموذج عملي يعبر عن التزامنا بتحقيق هذه الرؤية، مشيرة إلى تعاون الوزارة مع وزارات البيئة والزراعة والإسكان لتنفيذ هذا المشروع.
وأشارت إلى أن وزارة التنمية المحلية تعمل بالتنسيق مع المحافظات لدعم تنفيذ هذه المبادرة بأفضل شكل ممكن، ونقدر الدور الكبير الذي يقوم به المحافظون ومسئولو الزراعة لإنجاح هذا الجهد الوطني.
وأوضحت وزيرة التنمية المحلية، أن إطلاق الدليل الاسترشادي للجنة الاستشارية لدعم ملف التشجير في المبادرة الرئاسية يعد خطوة مهمة؛ لضمان أن تكون الجهود متكاملة ومنظمة، مما يساعد على تحقيق أهداف المبادرة بفاعلية.
وأشارت إلى أنه وفقاً للدليل الاسترشادي سيتم تكويد الأشجار التي سيتم زراعتها عن طريق مديريات الزراعة والمحافظات، بعد الاستفادة من كافة دروس المراحل الأولى للمبادرة الرئاسية.
وتقدمت الدكتورة منال عوض- في ختام كلمتها- بالشكر والتقدير للدكتورة ياسمين فؤاد على جهودها ودعوتها الكريمة، كما تقدمت بالشكر لأعضاء اللجنة الاستشارية و المشاركين الذين يعملون بإخلاص لإنجاح هذه المبادرة قائلة: "معًا، بالتعاون والعمل الجاد، سنحقق بيئة أفضل للجميع".
وعلى هامش الاحتفالية، وقعت وزارة البيئة بروتوكولي تعاون؛ الأول بين جهاز شئون البيئة والمؤسسة الخضراء لأصدقاء البيئة والتنمية المستدامة بشأن رفع الوعي البيئي والتدريب وبناء القدرات، والتأهيل المهني، والتوظيف الأخضر، وحماية البيئة حملات التشجير، والتخلص من المخلفات وتدويرها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودمج المجتمع بطوائفه وخاصة المرأة في مجال العمل البيئي، وتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، والسياحة البيئية.
والبروتوكول الثاني تم توقيعه بين جهازي شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات ومؤسسة "مناخ أرضنا" للتنمية المستدامة، ويهدف إلى التعاون في مجالات التوعية، التدريب وبناء القدرات، والتأهيل المهني، والتوظيف الأخضر، وحماية البيئة، والتنوع البيولوجي والشجير، والتخلص من المخلفات وتدويرها، والحد من التغيرات المناخية والتكيف مع تأثيراتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لكافة طوائف المجتمع وخاصة المرأة والشباب والأطفال والمزارعين والصيادين والحرفيين والمهنيين والحكوميين والقطاع الخاص والمؤسسات المالية مثل البنوك.