تستطلع دار الإفتاء الليلة هلال شهر شعبان 1446، والذي يعد ثامن الأشهر الهجرية، وفيه واحدة من الليالي العظيمة، وهي ليلة النصف من شعبان، وحسمت الحسابات الفلكية موعد بداية شهر شعبان 1446، كذلك أوضحت دار الإفتاء فضل الشهر، فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله.
الإفتاء تستطلع هلال شعبان 1446
وقالت دار الإفتاء بعد مغرب اليوم، هلال شهر شعبان 1446، لتعلن موعد بداية الشهر الفضيل بعد المغرب الليلة في بيان رسمي.
ووفقا للحسابات الفلكية التي أعلنها معهد البحوث الفلكية، فإنه من المرتقب أن يكون غدا الخميــس 30/1/2025م هو المتمم لشهـر رجـب 1446هـ، فيما سيكون أول أيام شهـــر شعبان 1446هـ فلكياً يوم الجمعة المقبل 31/1/2025م.
وقال معهد البحوث الفلكية، في بيان له، إنه سيولد هلال شهر شعبان مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الثانية والدقيقة 37 ظهراً ، يوم الأربعاء المقبل 29 من رجـب 1446هـ الموافق 29/1/2025م (يوم الرؤية)، ويغرب القمر في مكة المكرمة مع غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي القاهرة يغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم بـ 3 دقائق.
وسيولد الهلال في باقي محافظات جمهورية مصر العربية بمدد تتراوح بين(1–3دقائق)، ما عدا حلايب التي يغرب فيها القمر مع غروب شمس ذلك اليوم، وتوشكا التي يغرب فيها القمر بعد غروب شمس ذلك اليوم بدقيقة واحدة.
أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية يغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم بمدد تتراوح بين (1– 10دقيقة)، ويلاحظ أن القمر يغرب بعد غروب شمس ذلك اليوم في كل من داكار بالسنغال، نواكشط بموريتانيا، مركش وفاس بالمغرب، ولاجوس بنيجريا بمدد تتراوح بين (2– 12 دقيقة).
فضل شهر شعبان
وشهر شعبان من الأشهر المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأَوْلَاها من المنزلة بمكان، فقالت دار الإفتاء إن الله مَيَّز شهر شعبان بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
ثم اختصَّ سبحانه من هذا الشهر: ليلةَ النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد ثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومَن بعدهم سلفًا وخلفًا، وعليه العمل إلى يوم الناس هذا.
وورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجه في "السنن" واللفظ له، والفاكهي في "أخبار مكة"، وابن بشران في "أماليه"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وابن الجوزي في "مثير العزم"، والديلمي في "الفردوس".
دعاء استقبال شهر شعبان
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قول دعاء استقبال الشهر الهجري الجديد، فكان النبي يدعو عند رؤية الهلال بقول: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، وبالسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير".
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهمَّ إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدُك ونبيُّك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون.
اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون، واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واجعلنا من أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.