الجمعة 31 يناير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ56| مناقشة كتاب «سردية نجيب محفوظ» للناقد محمد بدوي

  • 30-1-2025 | 17:12

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت قاعة «فكر وإبداع»؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، اليوم الخميس، ندوة لمناقشة كتاب «سردية نجيب محفوظ»؛ للناقد الأدبي الدكتور محمد بدوي؛ وأدار الندوة؛ الكاتب الصحفي عيد عبد الحليم، وشارك في مناقشتها كل من: الناقد الأدبي الدكتور رضا عطية، والناقد الدكتور سمير مندي.

واستهل الكاتب عيد عبد الحليم؛ الندوة؛ بالحديث عن أدب «صاحب نوبل»؛ وروافده التي انتقى منها أعماله الإبداعية، مشيدًا بكتاب «سردية نجيب محفوظ»؛ الذي يعد بداية لسلسلة كتب يعتزم المؤلف تقديمها في المستقبل؛ كما استعرض فصول الكتاب التي شهدت احتفاءً كبيرًا في الدوائر الثقافية، حيث يتتبع الكتاب كتابات وشخصيات نجيب محفوظ، مثنيًا على جهود المؤلف الذي قدم العديد من الدراسات النقدية في الثقافة العربية، وكان من أبرز الشعراء في جيل السبعينيات وصاحب صوت شعري مؤثر.

و تحدث الناقد الدكتور محمد بدوي مؤلف الكتاب عن فصوله؛ وشرح سبب كتابته لهذا العمل، موضحًا أن نجيب محفوظ؛ يُنظر إليه ليس فقط ككاتب، بل كمواطن صالح أثر في مجتمعه؛ وأضاف أن نجيب محفوظ تحول إلى «سردية» حية، مشيرًا إلى أن كلمة «سردية» تعني حبكة تتداخل فيها الواقعية مع المتخيل، بحيث تحمل دلالة على بطولة أو قضية معينة؛ وأكد أنه مكث 15 عامًا في دراسة نجيب محفوظ، حيث يعد كل من: عميد الأدب العربي د.كتور طه حسين؛ ونجيب محفوظ؛ من أعظم المثقفين في تاريخ الثقافة العربية.

وأشار بدوي؛ إلى أن نجيب محفوظ كان دائم التعلم والتطوير، وتناول في رواياته العديد من الرموز الإنسانية، مثل تلك التي ظهرت في روايته الشهيرة "أولاد حارتنا"، التي قدم فيها رؤية دفاعية عن الخير والشر، لافتًا إلى أن "محفوظ" كان كاتبًا مبدعًا وفنانًا حقيقيًا، حيث أتاح له الحصول على جائزة نوبل في الأدب وهو في حالة من التواضع والهدوء.

أما الناقد الدكتور رضا عطية، فقد أشاد بأسلوب المؤلف؛ محمد بدوي؛ في الكتاب، حيث وصفه بأنه يقدم حفرية نقدية في مكونات الوعي المحفوظي، ويعكس كيف أصبح نجيب محفوظ كاتبًا استثنائيًا في الثقافة العربية؛ وناقش عطية المنهجية النقدية التي اعتمد عليها «بدوي» في كتابه، وتساءل عن كيفية وقوع نجيب محفوظ في سحر السرد، مشيرًا إلى أن الكتاب يقدم رؤية جديدة لقراءة الأدب المصري من خلال تأمل عالم «صاحب نوبل»

في حين استعرض الناقد الدكتور سمير مندي؛ مسيرة الدكتور محمد بدوي الشعرية، مؤكدًا أنه من المدافعين عن الحركات الأدبية الجديدة رغم التحديات التي واجهها؛ وأشار إلى أن الكتاب يقدم أطروحات جديدة في عالم نجيب محفوظ، موضحًا أن كلمة «سردية» لها جانبان خيالي وتجريبي، كما أن الكتاب يتناول علاقات محفوظ الثقافية والفنية، ويربط بينه وبين عميد الأدب العربي دكتور طه حسين.

ختامًا، أشاد مندي؛ بالدور الأخلاقي؛ الذي كان يحرص  نجيب محفوظ على تجسيده في أعماله، مشيرًا إلى أن فن «محفوظ» كان رسالة لها دور كبير في الثقافة العربية؛ كما أشار إلى أن رواية «أولاد حارتنا» كانت واحدة من الأعمال التي أحدثت ضجة كبيرة، وهي تبرز المنهج السردي الذي اعتمده محفوظ في خلق عوالمه الأدبية.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.


ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.


ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».


وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.


ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.


ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.