استقبل المسلمون، اليوم، شهر شعبان المبارك، ثامن الأشهر الهجرية، وهو أحد الشهور الذي اختصها الله -سبحانه وتعالى- وميزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، حيث يقول النبي -صلي الله عليه وسلم- " ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ".
الصوم في شعبان بين النهي والاستحباب
ومن جانبه، يوضح الأزهر الشريف، أن من المستحب الإكثار من الصيام في شعبان، وهو شهر تُرفع فيه أعمال العباد إلى ربهم، وَرَفْعُها حال صَوم العبد أَرْجَى لقبولها؛ مستدلًا بالحديث الذي سبق الإشارة إليه.
وفي شأن صيام النصف الثاني من شهر شعبان، في ظل حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- «إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا»، يفتي الأزهر، بجواز صيام النصف الثاني من شهر شعبان لمن أراد صوم فرض كقضاء رمضان فائت وكفارة نذر، أو وافق الصوم فيه عادة له كصوم الاثنين والخميس، ولمن وصل صيام النصف الثاني منه بأيام من النصف الأول، أما ابتداء الصوم في النصف الثاني منه في غير الحالات المذكورة فلا يشرع وفقًا للحديث.
ويلفت -عبر بوابة الأزهر الإلكترونية- إلى أن نبي -صلي الله عليه وسلم- نهى عن صيام يوم الشك (وهو اليوم الثلاثين من شهر شعبان) بقوله: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ» [متفق عليه]، ومن حكم ذلك الفصل بين النَّفل والفرض، للتَّقَوِّي على صيام رمضان، ولئلا يتعسف الناسُ فيصوموا يوم الشك احتياطًا فيُدْخِلُوا في رمضان ما ليس منه، وهذا ما لم يوافق هذا اليوم عادة أو قضاءً أو كفارة نذر.
ليلة النصف من شعبان
ويحوي هذا الشهر واحدة من أعظم الليالي، وهي ليلة النصف من شعبان، والتي قال عنها النبي -صلي الله عليه وسلم-:« إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
وروي كذلك، أن النبي قال «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ».
كما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ».
شهر رمضان
ووفقًا للحسابات الفلكية، فإن آخر أيام شهر شعبان 1446هـ، سيكون يوم الجمعة 29 شعبان، الموافق 28 فبراير 2025، وبناء على ذلك، يكون موعد حلول شهر رمضان 1446هـ، يوم السبت الموافق الأول مارس 2025.
ومع ذلك، يتوقف تحديد مطلع الشهر المبارك، على الرؤية التي تجريها دار الإفتاء المصرية، حيث من المقرر أن تقوم باستطلاع هلال الشهر يوم الجمعة 29 شعبان، وإعلان الرؤية بناءً على ما تبين لها، سواءً باتمام شهر شعبان 30 يومًا أو إعلان بداية شهر رمضان.