الثلاثاء 4 فبراير 2025

ثقافة

عميد «النقد الفني» بالإسكندرية: فنان المهرجانات يناقش قضايا بيئته بحرية وإبداع

  • 3-2-2025 | 22:36

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

عقدت اليوم ندوة «تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع» بقاعة المؤسسات الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي تستمر فعالياته حتى 5 فبراير الجاري.

 وأقيمت الندوة بمشاركة عضو المجلس الأعلى للثقافة الأستاذ المساعد بقسم تصميم وإخراج الباليه بالمعهد العالي للباليه الدكتورة سحر حلمي هلالي، وقائد أوركسترا القاهرة السيمفوني المايسترو محمد سعد باشا، وأدار الندوة  عميد المعهد العالي للنقد الفني فرع الإسكندرية وأستاذ النقد الموسيقي الدكتور وليد شوشة، بتنظيم المجلس الأعلى للثقافة.

وفي البداية، أوصى الدكتور وليد شوشة عميد المعهد العالي للنقد الفني فرع الإسكندرية أستاذ النقد الموسيقى، بعدم الحكم على فنان المهرجان لأنه ابن بيئته يخاطب وسطه بطريقتهم هم ويختزل ظروفهم ويناقش موضوعات مختلفة وجادة يوظفها ويخرجها في فنه والأصل في الفن الإبداع والحرية، متسائلا «من وضع كودا للرقي أو الذوق الرفيع»

ورأى الدكتور «شوشة» أن المهرجانات أسلوب غناء كونه مجموعة من الشباب من مناطق عشوائية ومارسوها بعشوائية أيضا، ولكن استطاع الفن أن ينظم هذه العشوائية، ونجحت المهرجانات أن تخلق لنفسها حركة خاصة بها تسمى تعقيب على الموسيقى، تمارس بشكل ارتجالي غير مدروس، فقاموا بتركيب عدد كبير من الرقصات على مستوى محافظات عدة. 

التغيير أساس التطور
 

وأكد «شوشة» أن السينما مرت بمراحل مختلفة أسهمت في تقدمها ورقيها فالتغيير أساس التطور، فسيد درويش غنى لفئات كثيرة منها أصحاب الكيف، حتى أم كلثوم تحدثت عن«الكأس» لكن في أسلوب غير مبتذل، ووارد أن يختلف أسلوبنا من شخص لآخر. 

 حميد الشاعري .. مفصل تاريخي بالفن
وتابع«شوشة»: إذا أردت أن تصنع اختبارًا لأي إنتاج فني اتركه على أرض الواقع للزمن فإذا استمر فهو ناجح وإذا اندثر فهو وليد نفسه في وقته، للتعبير عن ظروفه بشيء عبقري، أوجد من العدم ليظهر منتجا ثقافيا، فلنترك المحاولات للزمن، مستشهد في ذلك بأن حميد الشاعري هو مفصل تاريخي من مفاصل الفن وفيما بعد أجريت العديد من الرسائل والدراسات عن فنه»


وأوضح «شوشة» أن الثقافة هي كلمة معقدة ومركبة وتحتاج إلى ندوات لتفسيرها، وأما كلمة المهرجانات ليس لها أصل لغوي في أي لغة في العالم، ولك نصفها أنها احتفالية كبرى، استحدثها أصحاب هذه المهرجانات وليس لها مقابل في لغات كثيرة، لافتا إلى أننا أصبحنا في عالم السرعة، وعالم مفتوح فالمهرجانات تنتشر كأنها لغة العصر، وأصبح المهرجان ينتج في ساعات معدودة، والسرعة هي سمة العصر والآنية هي مقتضياته وهي شرط من شروط الفن متوافرة في هذه المهرجانات، وفي الأصل من قديم الأزل الرقص كان نوعان إما تعبير عن الخوف أو التعبد. 


وأشار إلى أن موسوعة الموسيقى العالمية عندما جاء الحديث فيها عن مصر تناولت اثنين فقط من أصحاب الفن هما أم كلثوم وأحمد عدوية، أي أنها اختذلت مصر فنيا في هذين الفنانين، كانت أم كلثوم تجري يوميا بروفه مع فرقتها قد تصل مدتها إلى 8 ساعات، لكن الآن ليس شرطا إجراء بروفة بل أن يكون الفنان متمكنا من التقنيات الحديثة والتحرير« التعديل والمونتاج»، وأن القضية الحقيقة هي أنه ينقصنا أن نمتلك أدواتنا لأننا نصنع إبداعا بأدوات ليست ملكنا بل نستوردها وهذه النقطة ينبغي الحديث عنها. 


وأوضح أن الحربين العالميتين غيرتا وجه العالم وخريطته وعقله ومزاجه، فخلال مائة عام تغيرت أشكال الفن وأنواع الموسيقي كالجاز والريكي والروك اند روول وعشرات الأشكال الأخرى وكل ذلك في ظل التكنولوجيا، خلق عالما جديدا موازيا، واختلف كل شيء. 

 الجوهر هو الحاكم
وأوصى بضرورة أن نتجاوز الفرعيات في تقييمنا لفن المهرجانات ونذهب إلى الجوهر وأن يكون هو الحاكم والفكرة الرئيسية، مبينا أن الناقد الفني الحق لا يحكم بالصواب والخطأ وعليه تمكين الجمهور من الفن والتفسير والتذوق وذلك بأن يشرح ويفسر فقط لا أن يحكم. 

هجين حركي لعصر التكنولوجيا

وقالت عضو لجنة فنون الباليه والموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة الأستاذ المساعد بقسم تصميم وإخراج الباليه بالمعهد العالي للباليه الدكتورة سحر حلمي هلالي: «استوقفتني الموسيقى والغناء والحركة التي تحويها المهرجانات لكنها نابعة منا فهي هجين حركي لعصر التكنولوجيا فهذا الجيل متأثر بهجين ناتج عن مايكل جاكسون والهيب هوب والأكروبات الذي يحوي هجينا عصبيا حركيا، استخدمه هؤلاء الشباب للتعبير عن أنفسهم ليقولوا أن رقص هذه الحقبة، ففي ظل حركة التكنولوجيا وعصر الانترنت أصبح جميع الشباب على مستوى العالم متأثرون ببعضهم»


واستكملت: «معجبة به ولا أهاجمه وقد يتبناه فن الباليه الراقي بشكل أو بآخر، فكلها فنون نعبر عنها لكن بشكل راقٍ لنوصل فكرة أو حالة نفسية معينة، يجب ألا نرفضه بل نفهمه، فهو حركة عامة معاصرة بمقتضيات العصر الجديد والرقمنة، ودخلت على جميع الفنون، وهو يعبر بمنتهى الفطرة عن آلامه ومشاكله وحبه، والمرحلة التي يعيشها الآن رغم أنه نابع من بيئات عشوائية إلا أنه ناتج عن الإنسان ويعبر عن حياته، وهو نفس هدف الفن في التعبير عن مشاعرنا ونفوسنا». 

الفنون الهجينة والفنون الراقية
 

وتابعت سحر حلمي هلالي: أنه لابد من إدخال جزء من هذه الفنون الهجينة على فنوننا الراقية، لاسيما وأننا في عصر السرعة فمفهوم الانتظار قد اختلف، فالجميع بلمسة شاشة يريد معرفة الخبر أو النتيجة، موصية بأن هذا الشباب يحتاج إلى تهذيب في فنه أي أن تكون حركاتهم منمقة، وعلينا استيعابهم وتبنيهم لتوظيفهم لصالح الفن الراقي وألا نستهجنهم، فهم طبقة من الشباب ليست منسية لكننا نتجاهلها ونتظاهر بأننا لا نراها، هي بمثابة صرخة فنية لجيل من الشباب في جميع أنحاء العالم. 

التعددية مطلوبة في الحياة
وشددت«هلالي» على أن التعددية مطلوبة في الحياة فالمهرجانات لا تلغي الفن الكلاسيكي والأعمال الخالدة تبقى ولم نوقف عالم التأليف الموسيقي أو التأليف الحركي، لافتة إلى أنه من الأديان التي استخدمت الحركة في العبادة كان الإسلام فلك حركات في الصلاة لكي تحافظ على الخشوع والتركيز والإدراك، فلغة الجسد أصدق من لغة الكلام، فالحركة عبادة. 
 ووضحت:  حتى كلمات المهرجانات هي معبرة عن لغة وطريقة حديث صاحبها ووسطه الاجتماعي والاقتصادي فهو منا، وليس شرطا أن نجبره على الحديث بطريقتنا ولكننا في زمن المتغيرات فعلينا تقبلهم واستيعابهم ودمجهم في الفن، وهو التطور الحقيقي المنطقي للفلكلور الشعبي. 


وأكدت «هلالي» أن صاحب المهرجان هو ابن البيئة واللحظة لا يبحث عن الاستمرارية والخلود أو أن يسجل اسمه في السجلات والإنجازات، وأصبحت هذه الظاهرة هي حالة بيئة ومجتمع وانتشرت، متساءلة «فهل ليس من حقه التعبير عن نفسه هل من حقك أنت سلب حريته»

الصدق..  سمة الفنون الشعبية

و قال قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني المايسترو الدكتور محمد سعد باشا، إننا لسنا بصدد الحكم على الهرجانات بالسلبية أو الإيجابية، فهي ظاهرة تعبر عن بيئة معينة وفكر معين، تحمل صدق العمل الذي يقوم به صاحبه، كموسيقى الراب فنانها لا يعرف الغناء لكنه يخرج ما تحويه نفسه بصدق وشفافية، والصدق هو سمة الفنون الشعبية فهي تعبير عن الواقع، والقاعدة في الفن أنه ليس له قاعدة هو فقط هذا الفن الخالص الصادق المعبر، فالمهرجانات لها صفة العالمية التي هي أيضا سمة من سمات الفن.

الاتجاه الجديد يقابل بالرفض
واستشهد الدكتور محمد سعد باشا، في ذلك بأن الحرب العالمية الأولى غيرت من خصائص الفن، فاختلطت الثقافات والفنون، وتداخلت كذلك عند دخول الكهرباء في زمن معين غيرت وأحدثت اختلافات في تعبير الناس عن انفسهم بالفن، وأي اتجاه جديد يقابل بالرفض. 

الناجح هو الصادق
وأضاف«سعد»: «نجحت المهرجانات، لأنها حقيقة نابعة عن شعوبنا، ونجح حميد الشاعري نجاحا باهرا رغم أنه واجه هجومًا شديدًا في وقته، ولكنه أحدث نقلة في فن عصره، مع أنه ليس شاعرًا ولا يقنن الموازين، بل لأن العمل الصادق هو الذي ينجح فالناجح هو الصادق».

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة