يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه بعروض مسرحنا المصري.
ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».
ونلتقي اليوم مع المخرج والأستاذ المعلم الفنان القدير جلال الشرقاوي
قدم مشوارا حافلا وكبيرًا في المسرح حيث أخرج وأنتج أكثر من 50 عرضًا مسرحيا، وقدم عدد كبير من المسرحيات في تاريخ المسرح المصري، وكان صاحب رؤية ثاقبة ومبدعا من طراز خاص تميز بانضباطه الشديد وكان أهم ما يميزه قدرته على صناعة العرض المسرحي ومفرداته جيدا متميزا، وترك بمسرحياته بصمة جلية في تاريخ المسرح المصري، وتعد مسرحيته «مدرسة المشاغبين» إحدى أيقوانات المسرح، وواحدة من أشهر مسرحيات الوطن العربي إنه فارس المسرح النبيل المخرج القدير الدكتور جلال الشرقاوي.
الميلاد والنشأة
ولد جلال الشرقاوي في 14 يونيو 1934، وتأثر بشقيقه في حبه للفن والمسرح بجانب تردده على مسرح إيزيس، بحي السيدة زينب بالقاهرة، الذي نشأ فيه.
حصل على بكالوريوس العلوم جامعة القاهرة عام 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم نفس جامعة عين شمس عام 1955م، بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1958مم، ودبلوم إخراج من معهد جوليان برتو للدراما في فرنسا عام 1960م ودبلوم إخراج من المعهد العالي للسينما من فرنسا عام 1962م.
رئيس قسم التمثيل والإخراج
شغل «الشرقاوي» عدة وظائف منها مدرس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، مديرًا لمسرح الحكيم عام 1967م، خبيرا بهيئة المسرح عام 1970م، عميدًا للمعهد العالي للفنون المسرحية لفترتين عامي 1976، 1975 وأستاذا بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم رئيسًا لقسم التمثيل والإخراج عام 1990م.
قدم «الشرقاوي» العديد من العروض المسرحية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر «المجاورة» عام 1963، «الرجل الذي فقد ظله» عام 1963م، «الزلزال، «الأرنب» عام 1964م، «آه ياليل ياقمر» عام 1967م، «بلدي يا بلدي» عام 1969م.
«أنت اللي قتلت الوحش» عام 1970م، «ملك الشحاتين» 1971م، «مدرسة المشاغبين» عام 1971م، «قصة الحي الغربي» 1972م، «هاللو دولي» عام 1973م، «تمر حنة»، «كباريه» عام 1974م، شهرزاد عام 1975م، «الجوكر» عام 1979م، «المتحذلقات» عام 1980م، «راقصة قطاع» عام 1984م، «الرصيف العام» 1986م، «انقلاب»عام 1988، «بحبك يا مجرم» 1992، «الخديوي» عام 1994، «دستور يا أسيادنا »عام 1995 وغيرها من العروض المسرحية المتميزة.
ثمار الرحلة.. جوائز وأوسمة
حصل جلال الشرقاوي على العديد من الجوائز والأوسمة ومنها جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 1994، وميدالية مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1991، وأحسن مخرج في استفتاء جماهيري لإذاعة الشرق الأوسط وجريدة الأهرام لمدة ثمانية سنوات متتالية، وشهادة تقدير من وزارة الإعلام لإخراجه أوبريت «أفراح النصر» عام 1989، وشهادة تقدير من المركز الكاثوليكي المصري عن أحسن كتاب ألف عن تاريخ السينما المصرية عام 1964م
وأطلق مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي اسم المخرج الدكتور جلال الشرقاوي على الدورة التاسعة من المهرجان والتي أقيمت في شهر نوفمبر الماضي في عام 2024.
ورحل الفنان جلال الشرقاوي عن عالمنا في مثل هذا اليوم 4 فبراير عام 2022.