الأربعاء 5 فبراير 2025

أخبار

عبد المنعم سعيد يؤكد أهمية تقارب الدول العربية المعتدلة لتحقيق السلام والتقدم بالمنطقة

  • 5-2-2025 | 20:52

الدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ

طباعة
  • دار الهلال

أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ أهمية تقارب الدولة العربية المعتدلة الإصلاحية لتحقيق السلام والتقدم والاستقرار في المنطقة ومواجهة المشروعات التي تهدد المنطقة و التعامل مع المشروع الأمريكي الجديد بصلابة في المضمون ومرونة في الشكل.

جاء ذلك في كلمة الدكتور عبد المنعم سعيد في حلقة صالون معهد التخطيط القومي بعنوان: "مستقبل المنطقة العربية فيما بعد 2025" التي نظمها المعهد برئاسة أ.د أشرف العربي.

ولفت الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أن موجة "الربيع العربي" التى ضربت المنطقة؛ أحدثت خللا، وزادت من الأطماع الإقليمية ونتج عن احتلال مباشر وتشكيل ميليشيات وامتدادات إقليمية خارجة على الدولة الوطنية حاولت أن تملأ فراغ القوة الذي أحدثته الفوضي واستغلاله.

وأضاف: أنه في ظل هذه الفوضى المطلقة تصارعت القوى المتطرفة الدينية حيث تأسس تنظيم (داعش) وفي المقابل كان هناك توجه إصلاحي قام في عدد من الدول العربية ومنها مصر بعد ثورة 30 يونيو 2023، يقوم على الدولة القوية وتجديد الفكر الديني وبناء قواعد الدولة الوطنية. 

وتابع: إن الواقع هو أن الإقليم مقسم بين الإصلاحيين الذين يريدون السلام والاستقرار وبين الذين لا يريدون الاستقرار لأسباب أيدولوجية وتاريخية أو لمصالح.

وأضاف: أن الجولات الخمس للحرب على غزة، ولاسيما بعد 7أكتوبر 2023 جعلت من الواجب على الدول تطوير نفسها وحرمان القوى الراديكالية من التأثير والسعي لتحقيق الأمن الإقليمي بحيث تشجع وتضغط وتواجه القوى الداعية للاضطراب.
وقال إن الشرق الأوسط يحتاج إلى منظومة لها رؤية واقعية والتفهم أن إقليماً مفككاً، سيمثل خطراً على الدول التي أخذت طريق الإصلاح، فإصلاح الإقليم جزء من إصلاح الدولة الوطنية، ويقيها شر التفجيرات القادمة من المزايدة التي تستغل القضية الفلسطينية.

ورأى أنه آن الآوان لتشكيل تجمع عربي من الدول التي تريد السلام والاستقرار وهي مندرجة في عملية إصلاحية عميقة، وسيكون لها كلمة مسموعة في المحافل الحالية، وهي تدعم الشعب الفلسطيني من خلال دعم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

وأكد ضرورة بناء سوق للأفكار بين هذه الدول جنباً إلى جنب مع السوق الاقتصادية.

ولفت إلى أنه بجانب تجربة الاتحاد الأوروبي في التعاون الوظيفي وصولاً للاندماج، فإنه يجب الاستفادة من تجربة دولة تجمع دول جنوب شرق آسيا "آسيان" كنموذج مختلف، نجح في تحييد الصراعات والتيارات الراديكالية، وتحقيق التعاون، منوهاً في هذا الصدد بالتجارب الآسيوية خاصة تجربة فيتنام، التي تعرضت للتدمير ولكنها الآن دولة صاعدة، مشيراً إلى أن ما يحدث في منطقتنا من حروب وأحداث تكرر في مناطق أخرى.

وقال إن الدول العربية الإصلاحية قامت بإنشاء طرق وكبارى لتحقيق الحداثة وتعزيز الهوية وتحقيق الإدراك لجغرافيا الدولة وإدخال الناس في الحداثة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن واحدا من مميزات عملية إقامة البنية الأساسية التي تجرى في مصر حالياً هو مشاركة نحو ستة ملايين من الشباب فيها كمهندسين وعمال وغيرهم.

وقال إن الإصلاح هو مفهوم وسط بين المحافظة التي قد تكون رجعية وبين مفهوم الثورة التي يؤدي للتمرد والفوضى، والإصلاح يتم من خلال التدرج.

وأضاف "لقد سلكت عدد من الدول العربية طريق الإصلاح بدلا من طريق الثورة التي أدت إلى الفوضى، والتطرف الديني".

وتابع: "الفكرة الليبرالية للديمقراطية لا تسير بالسلاسة التي تفترضها النظرية، فعملية الإصلاح في الدول القومية ليس متشابهة، بل فيه عملية داروينة تحتاج إلى تراكم لنضج الدولة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن أمريكا احتاجت إلى عقود عديدة للتخلص من العبودية ثم العنصرية.

وأشار إلى خطورة التسرع في الجانب السياسي للإصلاح في غيبة أدوات التماسك الاجتماعي، والقومى حيث يصبح خطره أكبر.

وقال إن الدول الإصلاحية هي الدول التي لا يوجد فيها حروب أهلية أو أي حروب مع أطراف أخرى، مثل مصر والمغرب، ودول الخليج الست، وكذلك وجود الفلسفة الدفاعية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول أخرى، والتعاون مع الدول الأخرى لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وأكد أن هذه الدول تتبنى الحداثة والتي احد أبعادها هي الهوية، أي أن في البلد شعب معين يتميز عن بقية شعوب العالم، مؤكداً أن مصر هي الدولة الوطنية الناضجة الوحيدة في المنطقة بشكل كامل.

ورأى ضرورة بناء جسر مع الدول الإقليمية غير العربية، بما فيها إيران وتركيا وحتى إسرائيل، لأنه لا يمكن أن تحافظ على استقرار الإقليم ولديك حرب كل عامين، مشيراً إلى أن إيران تلجأ لأسلوب الدفاع المتقدم من خلال تجنيد حزب الله وحماس والحوثيين كخط دفاع أمامي بالنسبة لها.

واعتبر إن أحد أسباب الحرب التي نعيشها في المنطقة هو الرغبة في كسر الاستقرار عبر ما حدث في 7 أكتوبر حيث دخلت المنطقة في منحنى أو منعطفا مختلفا.

وتابع إن" إيران كانت تريد إحباط المسار الإصلاحي في المنطقة باستغلال القضية الفلسطينية".. وقال "إن الربيع العربي خلق التوجهات الخاصة بالفوضى والتنظيمات الدينية.

وأضاف "أن مستقبل العالم العربي هو تسوية القضية الفلسطينية عن طريق حل الدولتين وهذا يحتاج إلى التواصل مع إسرائيل.

وحذر من أنه طالما الصراع مستمر فإن النزعات الإمبراطورية والتوسعية تتزايد، مشيراً إلى أن إسرائيل دمرت الجيش السوري وتخطت خط إطلاق النار، وهذا جزء من النزعة الإمبراطورية.

وقال إن مشروع إسرائيل جاء ليستغل الفرصة التي وفرتها لهم حماس، والتي كانت تعتمد على أنها سوف تشعل الشرارة وسوف تدخل الميليشيات الأخرى، ولكن إسرائيل تريد الآن عمل تطابق بين الموجود في التوارة وبين الوضع الجغرافي القائم، كما حدث من خلال توغلهم في مناطق بسوريا.

وأضاف "أن الأمر بالنسبة للتيار الإصلاحي في العالم العربي أصبح أكثر تعقيداً، لأن هناك مشروعاً إسرائيلياً وهناك مشروعاً إيرانياً يحاول أن يرث الربيع العربي ويمد الفكر الأصولي الشيعي، وهناك مشروع تركي، تفاصيله له علاقة بالعثمانية الجديدة.

وتابع قائلاً "ليس هناك حل إلا الاعتماد على أنفسنا، وهذا يعتمد على ما بدأنا فيه أي وجود هوية وطنية وتعبئة للموارد الموجودة فيها القطاع الخاص وأفكار جديدة.

وأردف قائلا "ان هناك كتلة حرجة موجودة في الدول العرية المعتدلة يمكن أن يعزز الدولة الوطنية والإقليمية الجديدة".

وحول كيفية التعامل مع أطروحات ترامب، قال: يجب أن نمزج بين الصلابة في المضمون والمرونة في الشكل.

وأضاف أنه إذا كان يقول أنا أقدر أعمر غزة؛ فلنعمرها، مشيراً إلى أن مصر سبق ان عمرت غزة قبل ذلك، ولكن من فرط الحياء المصري، لا يتم ذكر النصف مليار دولار الذي سبقوا أن أنفقوا على إعمار غزة من قبل. 

ونوه بالبيان الذي أصدرته المملكة العربية السعودية أمس الذي أكد أنه ليس هناك تطبيع دون دولة فلسطينية.

وأضاف أن ما حدث في أمريكا إنقلاب وثورة جبارة جاء بها اليمين الأبيض، وهؤلاء كانوا على الهامش، ولكن الهامش الآن داخل البيت الأبيض، وهناك أمل في أن يكون هناك تصحيحاً، مشيرا إلى أن ست مقاعد في الكونغرس قد يجرى بها انتخابات وقد يغير ذلك توازن القوى لصالح الديمقراطيين.
وأضاف "أن ترامب يعتمد على الشعبوية معتمداً على مصفقين كثر، من الذين انتخبوه، مشيرا إلى أن الذين انتخبوا ترامب مساهمتهم في الناتج المحلي الأمريكي 40 % ومن انتخبوا هاريس مساهمتهم 60 %، فهناك إشكالية كبيرة، فمناطق الساحل الأمريكية التي يوجد بها إبداعات أمريكا والتي تقدم للعالم ابتكارات الذكاء الاصطناعي والثورة العلمية هي التي انتخبت هاريس، بينما من انتخب ترامب في مناطق الوسط، هي الأقل تقدماً، أو تلك التي تعتمد على وسائل الإنتاج التقليدية والموارد الطبيعية. 

وقال إن مستقبل العالم العربي له علاقة بشجاعة التعامل مع الوقت، فالتغييرات أصبحت سريعة، ومساحة التدمير رهيبة، والميليشيات تقضي على مفهوم الدولة الذي يقوم على أن الدولة تسيطر على السياسة والقوة، ولكن هذه الميليشيات أصبح لديها الآن مسيرات وصواريخ. 

وأضاف "عندنا في مصر مناعة لدينا جيش وطني قوي، ونقل السلطة فيها كان دوماً يتم بهدوء، وعندما وصل الإخوان للسلطة، كان هناك رفض لتحول لمصر لدولة دينية وحدثت ثورة 30 يونيو، وتم إنهاء حكمهم بشكل سلمي عبر دور القوات المسلحة بمشاركة ومباركة الأزهر والكنيسة والقوى المجتمعية. 

وأكد أن العمل مستمر في مصر والإصلاح مستمر ويجب أن يكون مستمراً"، مشيداً - في هذا الصدد - بمشروع إنشاء ستة أنفاق لسيناء، وغيرها من مشروعات لتعمير سيناء".

واختتم كلمته بالقول "إنه لحسن حظ مصر هي أننا قطعنا شوطاً خلال السنوات الماضية، لكن يجب استغلاله جيداً و البناء عليه".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة