نفذ الفنان البحريني الشهير عباس الموسوي لوحة فنية كبيرة بأبعاد ٣م × ٢م، أمام رواد مهرجان «القاهرة للفن – آرت كايرو»، و منح «الموسوي» المعرض الجمهور فرصة نادرة لمعايشة لحظات الإبداع أثناء رسم إحدى لوحاته، والتي بدأ فيها عمله عقب الندوة التي تناولت رحلته الفنية الطويلة، وأدارها الكاتب الصحفي سيد محمود مساء اليوم.
رحلة فنية تمتد لأكثر من أربعة عقود
وعلى مدار أكثر من أربعين عامًا، قدّم عباس الموسوي أكثر من 3000 عمل فني على مستوى العالم، مما أكسبه مكانة مرموقة في الوسط الفني، واستمد «الموسوي» رؤيته الفنية من تأثيراته المبكرة، خاصة نصيحة أساتذته ومن بينهم الدكتور صلاح عبد الكريم الذي حثّه على إثبات ذاته كفنان، و انعكست هذه النصيحة في مسيرته المتميزة التي تجاوزت حدود الرسم التشكيلي لتشمل الخطابة والأدب والرياضة، مؤكّدًا أن الإبداع حالة متكاملة من التعبير والتأثير.
الفن كرسالة للسلام والتواصل
أوضح «الموسوي» أن الفن بالنسبة له وسيلة للتواصل وبناء جسور السلام بين الشعوب، ومن هنا برز مشروعه العالمي «الفن من أجل السلام»، في إطار هذا المشروع، تعاون مع أطفال من مختلف دول العالم لصنع لوحات تعبر عن رسائل إنسانية، مؤمنًا بأن «لوحة واحدة قد تُحدث فرقًا في الوعي الجماعي».
ورأى «الموسوي» أن الفن يمكنه أن يكون قوة دافعة للتغيير الاجتماعي والتحفيز على الحوار بين الثقافات.
تأثير مصر والطبيعة في أعماله
عبّر الفنان «الموسوي» عن إعجابه بمصر، واصفًا إياها بأنها «ثروة وقيمة ومكان يمكن الانبهار به لبناء فن خاص لكل فنان»، حيث أدرك من زياراته المتكررة للمملكة أبعادًا جديدة أضافت لرؤيته الفنية، كما يظهر«الموسوي» تأثره بالطبيعة البحرينية؛ إذ ترسّخت في أعماله لوحات مستوحاة من البحر والعمارة والخيل العربي الأصيل، مما جعله أحد أبرز الفنانين الذين وثقوا الهوية البحرينية بصريًا.
مشروعات فنية متعددة الأوجه
لم يقتصر إبداع عباس الموسوي على اللوحات الفنية فقط، بل شمل أيضًا تصميم الطوابع البريدية، حيث صمم أشهر الطوابع في تاريخ البحرين مستلهمًا رموز البلاد الطبيعية مثل الجمال والخيول والطيور، كما أعلن «الموسوي» عن مشروعه الطموح «21 طابعًا يمثلون الدول العربية»، الذي يجسد الرموز الثقافية لكل دولة بعد دراسات معمقة.
منصة «فن القاهرة – آرت كايرو» للحوار والتجديد
تأتي هذه الفعالية ضمن مهرجان «فن القاهرة – آرت كايرو» الذي ضم 70 فنانًا من 10 دول عربية وأوروبية، بينهم فنانين من مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والإمارات والبحرين وفرنسا والدنمارك، كما تميز المهرجان بتكريم الفنان التشكيلي الراحل سمير رافع، أحد رواد الحركة السريالية في مصر.
في ختام اللقاء، شدد عباس الموسوي على أن الفن ليس مجرد تعبير فردي بل هو رسالة تحمل أهدافًا سامية تُسهم في نشر السلام والتفاهم بين الشعوب. وقد قدم الموسوي نموذجًا ملهمًا للفنان الذي يوظف إبداعه في خدمة الإنسانية، مؤكدًا على أن الفن هو اللغة العالمية التي تتخطى الحدود وتبني جسور التواصل بين الثقافات.
بهذا التصوير، يستمر عباس الموسوي في رسم مسار فني يرتكز على السلام والإبداع، مؤكدًا أن الفن الحقيقي يمتد تأثيره إلى ما وراء اللوحات لتلامس قلوب الناس وتوحد الشعوب.