حالة من الترقب يتعايش في ظلها قطاع غزة على وقع مرحلة حرجة دخل فيها اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل عدم التزام الأخيرة ببنود الاتفاق التي جرى التوافق عليها مع الوسطاء.
وبالأمس، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تأجيل عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين التي كانت مقررة يوم السبت المقبل حتى إشعار آخر، حيث جاء هذا القرار حتى تلتزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها وبجميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي مقابل ذلك، ألغى جيش الاحتلال الإسرائيلي، إجازات جنوده من "فرقة غزة"، ورفع حالة التأهب بين قواته الموجودة بالقطاع، استعدادًا لاستئناف حرب الإبادة في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
ووفقًا لـ"يديعوت أحرنوت"، قدّر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، أنه لن يكون هناك عمل عسكري بغزة حتى يتضح أن حركة حماس لا تلتزم فعلًا بالاتفاق.
وكان جيش الاحتلال اعتبر أن إعلان حركة حماس التوقف عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خرقًا كاملًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
بدوره، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الثلاثاء، أن موقف حماس جاء ردًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يقول باستمرار إنه لا يريد الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وطالب في تصريحات لإذاعة "إف إم 103" العبرية بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى ضمن مرحلة واحدة لا على "جرعات صغيرة"، محذرًا من أن الطريقة الراهنة "تعني قتل المحتجزين" في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بغزة.
في غضون ذلك، أشعل متظاهرون، أمس الاثنين، النار وإغلاق طريق "بيجين" الرئيسي في كلا الاتجاهين للمطالبة بإتمام عمليات تبادل الأسرى والامتناع عن تعريض الصفقة للخطر.
تهديد أمريكي
ومن ناحيته، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه سيدعو لإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا لم تتم إعادة جميع المحتجزين من غزة بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت.
ومضى الرئيس الأمريكي مكررًا تهديداته السابقة بأن أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يعد الرهائن من غزة، متابعًا أن "حماس ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد".
وأضاف قائلًا: "قد أتحدث مع نتنياهو بشأن اعتبار السبت موعدًا نهائيًا"، مستكملًا: |"إسرائيل ستتخذ قرارها، لكنه بالنسبة له بعد 12 ظهر السبت أعتقد أن وقف إطلاق النار ينبغي أن ينتهي".
انتهاكات إسرائيل دفعت لهذا الوضع
وبشكل يومي انتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في الـ19 من يناير الماضي، وذلك عبر إطلاق النار تجاه فلسطينيين في مناطق مختلفة من القطاع، ما أسقط شهداء.
.إنسانيًا، رغم مرور أكثر من 20 يومًا على الاتفاق فإن الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع ما زالت تتدهور بشكل خطير بسبب المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الاتفاق
وفي جانب آخر، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي قراره بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس، الذي كان مقرر لها أن تنطلق الأسبوع الماضي، ما أثار غضب الوسطاء.
وفي غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين من الدول الوسيطة، القول بأن "هناك غضب بشأن سلوك إسرائيل لا سيما تأجيل مفاوضات المرحلة الثانية".
بينما قالت حركة حماس، إنها رصدت 4 خروقات إسرائيلية للاتفاق، وهي: تأخيرعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف، وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحي.
وأشارت إلى أن إعلانها تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيليين قبل 5 أيام من تاريخ التسليم المرتقب السبت "لإعطاء الوسطاء فرصة الضغط على إسرائيل".
استمرار العراقيل
ومن المنتظر، أن ينعقد المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" برئاسة رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء، حتى يطرح خلاله شروط إسرائيل في مفاوضات المرحلة الثانية.
وبحسب صحيفة "معاريف" العبرية، فإن هذه الشروط تشمل إبعاد قيادة حماس عن غزة، وتفكيك الجناح العسكري للحركة، ونزع سلاحه، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.